الزمر الآية 5 7 5 (خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) قال قتادة يغشي هذا هذا كما قال (يغشي الليل النهار) وقيل يدخل أحدهما على الآخر كما قال (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) وقال الحسن والكلبي ينقص من الليل فيزيد في النهار وينقص من النهار فيزيد في الليل فما نقص من الليل دخل في النهار وما نقص من النهار دخل في الليل ومنتهى النقصان تسع ساعات ومنتهى الزيادة خمس عشرة ساعة وأصل التكوير اللف والجمع ومنه كور العمامة (وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار) 6 (خلقكم من نفس واحدة) يعني آدم (ثم عل منها زوجها) يعني حواء (وأنزل لكم من الأنعام) معنى الإنزال ههنا الإحداث والإنشاء كقوله تعالى (أنزلنا عليكم لباسا يواري) وقيل إنه أنزل الماء الذي هو سبب نبات القطن الذي يكون منه اللباس وسبب النبات الذي تبقى به الأنعام وقيل (وأنزل لكم من الأنعام) جعلها لكم نزلا ورزقا (ثمانية أزواج) أصناف مر تفسيرها في سورة الأنعام (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) نطفة ثم علقة ثم مضغة كما قال الله تعالى (وقد خلقكم أطوارا) (في ظلمات ثلاث) قال ابن عباس وظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة (ذلكم الله) أي الذي خلق هذه الأشياء (ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) عن طريق الحق بعد هذا البيان 7 (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر) قال ابن عباس والسدي لا يرضى لعباده المؤمنين الكفر وهم الذين قال الله تعالى (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) فيكون عاما في اللفظ خاصا في المعنى كقوله تعالى (عينا يشرب بها عباد الله) يريد بعض العباد وأجراه قوم على العموم وقالوا لا يرضى لأحد من عباده الكفر ومعنى الآية لا يرضى لعباده الكفر أن يكفروا به ويروى ذلك عن قتادة وهو قول السلف قالوا كفر الكافر غير مرضي لله عز وجل وإن كان بإرادته (وإن تشكروا) تؤمنوا بربكم وتطيعوه (يرضه لكم) فيثنيكم عليه قرأ أبو عمر (يرضه لكم) ساكنة الهاء ويختلسها أهل المدينة وعاصم وحمزة والباقون بالإشباع (ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور)
(٧٢)