تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٣١
وأخصب الشام فحملوا الطعام إلى مكة فألقوا بالأبطح فامتاروا من قريب وكفاهم الله مؤنة الرحلتين وأمرهم بعبادة رب البيت فقال (فليعبدوا رب هذا البيت) أي الكعبة (الذي أطعمهم من جوع) أي من بعد جوع بحمل الميرة إلى مكة (وآمنهم من خوف) بالحرم وكونهم من هل مكة حتى لم يتعرض لهم في رحلتهم وقال عطاء عن ابن عباس إنهم كانوا في ضر ومجاعة حتى جمعهم هاشم على الرحلتين وكانوا يقسمون ربحهم بين الفقير والغني حتى كان فقيرهم كغنيهم قال الكلبي وكان أول من حمل السمراء من الشام ورحل إليها الإبل هاشم بن عبد مناف وفيه يقول الشاعر (قل للذي طلب السماحة والندى هلا مررت بآل عبد مناف) (هلا مررت بهم تريد قراهم منعوك من ضر ومن أكفاف) (الرائين وليس يوجد رائش والقائلين هلم للأضياف) (والخالطين فقيرهم بغنيهم حتى يكون فقيرهم كالكافي) (والقائمين بكل وعد صادق والراحلين برحلة الإيلاف) (عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف) (سفرين سنهما له ولقوه سفر الشتاء ورحلة الأصياف) وقال الضحاك والربيع وسفيان (وآمنهم من خوف) من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم الجذام سورة الماعون (1) مكية وهي سبع آيات بسم الله الرحمن الرحيم (أرأيت الذي يكذب بالدين) قال مقاتل نزلت في العاص بن وائل السهمي وقال السدي ومقاتل بن حيان وابن كيسان في الوليد بن المغيرة قال الضحاك نزلت في عمرو بن عائذ المخزومي وقال عطاء عن ابن عباس في رجل من المنافقين ومعنى يكذب بالدين أي بالجزاء والحساب
(٥٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 ... » »»