تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٢
القيامة الآية 6 13 أعمل حتى يأتيه الموت على شر أحواله وأسوأ أعماله وقال الضحاك هو الأمل يقول أعيش فأصيب من الدنيا كذا وكذا ولا يذكر الموت وقال ابن عباس وابن زيد يكذب بما أمامه من البعث والحساب وأصل الفجور الميل وسمي الفاسق والكافر فاجرا لميله عن الحق 6 (يسأل أيان يوم القيامة) أي متى يكون ذلك تكذيبا به 7 قال الله تعالى (فإذا برق البصر) قرأ أهل المدينة (برق) بفتح الراء وقرأ الآخرون بكسرها وهما لغتان قال قتادة ومقاتل شخص البصر فلا يطرف مما يرى من العجائب التي كان يكذب بها في الدنيا قيل ذلك عند الموت وقال الكلبي عند رؤية جهنم تبرق أبصار الكفار وقال الفراء والخليل برق بالكسر أي فزع وتحير لما يرى من العجائب وبرق بالفتح أي شق عينه وفتحها من البريق وهو التلألؤ 8 (وخسف القمر) أظلم وذهب نوره وضوءه 9 (وجمع الشمس والقمر) أي صارا أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران وقيل يجمع بينهما في ذهاب الضياء وقال عطاء بن يسار يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى وقيل يجمعان ثم يقذفان في النار وقيل يجمعان فيطلعان من المغرب 10 (يقول الإنسان) أي الكافر المكذب (يومئذ أين المفر) أي المهرب وهو موضع الفرار وقيل هو مصدر أي أين الفرار 11 قال الله تعالى (كلا لا وزر) لا حصن ولا حرز ولا ملجأ وقال السدي لا جبل وكانوا إذا فزعوا لجؤا إلى الجبل فتحصنوا به وقال تعالى لا جبل يومئذ يمنعهم 12 (إلى ربك يومئذ المستقر) أي مستقر الخلق وقال عبد الله بن مسعود المصير والمرجع نظيره قوله تعالى (إلى ربك الرجعى) (وإلى الله المصير) وقال السدي المتهى نظيره (وإن إلى ربك المنتهى) 13 (نبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) قال ابن مسعود وابن عباس بما قدم الموت من عمل صالح وسيىء وما أخر بعد موته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها وقال عطية عن ابن عباس بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة وقال قتادة بما قدم من طاعة الله وأخر من حق الله فضيعه وقال مجاهد بأول عمله وآخره وقال عطاء بما قدم في أول عمره وما أخر في آخر عمره وقال زيد بن أسلم بما قدم من أمواله لنفسه وما أخر خلفه للورثة
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»