تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤١٦
المدثر الآية 19 29 للوليد فما هو فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر فذلك قوله عز وجل (إنه فكر) في محمد والقرآن (وقدر) في نفسه ماذا يمكنه أن يقول في محمد والقرآن 19 (فقتل) لعن وقال الزهري عذب (كيف قدر) على طريق التعجب والإنكار والتوبيخ 20 (ثم قتل كيف قدر) كرره للتأكيد وقيل معناه لعن على أي حال قدر من الكلام كما يقال لأضربنه كيف صنع أي على أي حال صنع 21 (ثم نظر) في طلب ما يدفع به القرآن ويرده 22 (ثم عبس وبسر) كلح وقطب وجهه فنظر بكراهية شديدة كالمتهم المتفكر في شيء 23 (ثم أدبر) عن الإيمان (واستكبر) تكبر حين دعى إليه 24 (فقال إن هذا) ما هذا الذي يقرأه محمد (إلا سحر يؤثر) يؤوى ويحكى عن السحرة 25 (إن هذا إلا قول البشر) يعني يسارا وجبرا فهو يأثره عنهما وقيل يرويه عن مسلمة صاحب اليمامة 26 قال الله تعالى (سأصليه) سأدخله (سقر) وسقر اسم من أسماء جنهم 27 28 (وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر) أي لا تبقي ولا تذر فيها شيئا إلا أكلته وأهلكته وقال مجاهد لا تميت ولا تحيي يعني لا تبقي من فيها حيا ولا تذر من فيها ميتا كلما احترقوا جددوا وقال السدي لا تبقي لهم لحما ولا تذر لهم عظما وقال الضحاك إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيئا وإذا أعيدوا لم تذرهم حتى تفنيهم ولكل شيء ملالة وفترة إلا جهنم 29 (لواحة للبشر) مغيرة للجلد حتى تجعله أسود يقال لاحة السقم والحزن إذ غيره قال مجاهد تلفح الجلد حتى تدعه أسد سوادا من الليل وقال ابن عباس وزيد بن أسلم محرقة للجلد وقال الحسن وابن كيسان تلوح لهم جهنم حتى يروها عيانا نظيره قوله (وبرزت الجحيم للغاوين) و (لواحة) رفع على نعت (سقر) في قوله (وما أدراك ما سقر) و (البشر) جمع بشرة وجمع البشر أبشار
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»