المدثر الآية 15 18 15 (ثم يطمع) يرجو (أن أزيد) أي أن أزيده مالا وولدا وتمهيدا 16 (كلا) لا أفعل ولا أزيده قالوا فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك (إنه كان لآياتنا عنيدا) معاندا 17 (سأرهقه صعودا) سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة له فيها وروينا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ الصعود جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي \ أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا عمر بن الخطاب ثنا عبد الله بن الفضل أنا منجاب بن الحارث أنا شريك عن عمار الذهني عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (سأرهقه صعودا) قال \ هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده ذابت فإذا رفعها عادت فإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت \ وقال الكلبي الصعود صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها لا يترك أن يتنفس في صعوده ويجذب من أمامه بسلاسل من حديد ويضرب من خلفه بمقامع من حديد فيصعدها في أربعين عاما فإذا بلغ ذروتها أحدر إلى أسفلها ثم يكلف أن يصعدها ويجذب من أمامه ويضرب من خلفه فذلك دأبه أبدا 18 (إنه فكر وقدر) الآيات وذلك أن الله تعالى لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) إلى قوله (المصير) قام النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله لتصبون قرين كلهم وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال لهم أبو جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزينا فقال له الوليد مالي أراك حزينا يا ابن أخي قال وما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينوك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وأنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامه مفغضب الوليد فقال ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق قط قالوا اللهم لا قال تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط تكهن قالوا اللهم لا قال تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر قط قالوا اللهم لا قال تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيء من الكذب قالوا لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش
(٤١٥)