تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤١٤
المدثر الآية 6 14 6 (ولا تمنن تستكثر) أي لا تعط مالك مصانعة لتعطى أكثر منه وهذا قول أكثر المفسرين قال الضحاك ومجاهد كان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة قال الضحاك هما ربا من حلال وحرام فأما الحلال فالهدايا وأما الحرام فالربا قال قتادة لا تعط شيئا طمعا لمجازاة الدنيا يعني أعط لربك وأرد به الله وقال الحسن معناه لا تمنن على الله بعملك فتستكثره قال الربيع لا يكثرن عملك في عينك فإنه فيما أنعم الله عليك وأعطاك قليل وروى خصيف عن مجاهد ولا تضعف أن تستكثر من الخير من قولهم حبل متين إذا كان ضعيفا دليله قراءة ابن مسعود (ولا تمنن أن تستكثر من الخير) وقال ابن زيد معناه لا تمنن بالنبوة على الناس فتأخذ عليها أجرا أو عرضا من الدنيا 7 (ولربك فاصبر) قيل فاصبر على طاعته وأوامره ونواهيه لأجل ثواب الله وقال مجاهد فاصبر لله على ما أوذيت فيه وقال ابن زيد معناه حملت أمرا عظيما فيه محارية العرب والعجم فاصبر عليه لله عز وجل وقيل فاصبر تحت موارد القضاء لأجل الله 8 (فإذا نقر في الناقور) أي نفخ في الصو روهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل يعني النفخة الثانية 9 (فذلك) أي النفخ في الصور (يومئذ) يعني يوم القيامة (يوم عسير) شديد 10 (على الكافرين) يعسر فيه الأمر عليهم (غير يسير) غير هين 11 قوله عز وجل (ذرني ومن خلقت وحيدا) أي خلقته في بطن أمه وحيدا فريدا لا مال له ولا ولد نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي كان يسمى الوحيد في قومه 12 (وجعلت له مالا ممدودا) أي كثيرا قيل هو ما يمد بالنماء كالزرع والضرع والتجارة واختلفوا في مبلغه قال مجاهد وسعيد بن جبير مائة ألف دينار وقال قتادة أربعة آلاف دينار وقال سفيان الثوري ألف ألف وقال ابن عباس تسعة آلاف مثقال فضة وقال مقاتل كان له بستان بالطائف لا تنقطع ثماره شتاء ولا صيفا وقال عطاء عن ابن عباس كان له بين مكة والطائف إبل وخيل ونعم وكان له عير كثيرة وعبيد وجوار وقيل مالا ممدودا غلة شهر بشهر 13 (وبنين شهودا) حضور بمكة لا يغيبون عنه وكانوا عشرة قاله مجاهد وقتادة وقال مقاتل كانوا سبعة وهو الوليد بن الوليد وخالد وعمارة وهشام والعاص وقيس وعبد شمس أسلم منهم ثلاثة خالد وهشام وعمارة 14 (ومهدت له تمهيدا) أي بسطت له في العيش وطول العمر بسطا وقال الكلبي يعني المال بعضه على بعض كما يمهد الفرش
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»