الحشر الآية 10 وروي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النضير للأنصار \ إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وتشاركونهم في هذه الغنيمة وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة \ فقالت الأنصار بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فأنزل الله عز وجل (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) والشح في كلام العرب البخل ومنع الفضل وفرق العلماء بين الشح والبخل روي أن رجلا قال لعبد الله بن مسعود إني أخاف أن أكون قد هلكت فقال وما ذاك قال أسمع الله يقول (ومن يوق نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج من يدي شيء فقال عبد الله ليس ذاك بالشح الذي ذكر الله عز وجل في القرآن ولكن الشح أن تأكل مال أخيك ظلما ولكن ذلك البخل وبئس الشيء البخل وقال ابن عمر ليس الشح أن يمنع الرجل ماله إنما الشح أن تطمح عين الرجل إلى ما ليس له وقال سعيد بن جبير الشح هو أخذ الحرام ومنع الزكاة وقيل الشح هو الحرص الشديد الذي يحمله على ارتكاب المحارم قال ابن زيد من لم يأخذ شيئا نهاه الله عنه ولم يدعه الشح إلى أن يمنع شيئا من شيء أمره الله به فقد وقاه شح نفسه أخبرنا الإمام محمد بن أبي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو سعد خلف بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي نزار ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حراز القهندري ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق السعيدي ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا القعنبي ثنا داود بن قيس الفراء عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن استحلوا دماءهم واستحلوا محارمهم \ أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ثنا أبو العباس الأصم أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا أبي وشعيب قالا أنا الليث عن يزيد بن الهاد عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن يزيد عن القعقاع هو ابن اللجلاج عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا \ 10 (والذين جاؤوا من بعدهم) يعني التابعين وهم الذين يجيؤن بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة ثم ذكر أنهم يدعون لأنفسهم ولم سبقهم بالإيمان والمغفرة فقال (يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا) غشا وحسدا وبغضا (للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) فكل من كان في قلبه غل على أحد من الصحابة ولم يترحم على جميعهم فإنه ليس ممن
(٣٢٠)