تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٦
الحشر الآية 18 23 18 قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا تقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) يعني ليوم القيامة أي لينظر أحدكم أي شيء قدم لنفسه عملا صالحا ينجيه أم سيئا يوبقه (واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) 19 (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) تركوا أمر الله (فأنساهم أنفسهم) أي حظوظ أنفسهم حتى لم يقدموا لها خيرا (أولئك هم الفاسقون) 20 (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) 21 قوله عز وجل (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله) قيل لو جعل في الجبل تمييز وأنزل عليه القرآن لخشع وتشقق وتصدع من خشية الله مع صلابته ورزانته حذرا من أن لا يؤدي حق الله عز وجل في تعظيم القرآن والكافر يعر ضعما فيه من العبر كأن لم يسمعها بصفة بقساوة القلب (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) 22 (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة) الغيب ما غاب عن العباد مما لم يعاينوه ولم يعلموه والشهادة ما شاهدوه وما علموه (هو الرحمن الرحيم) 23 (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) الطاهر من كل عيب المنزه عما لا يليق به (السلام) الذي سلم من النقائص (المؤمن) قال ابن عباس هو الذي أمن الناس من ظلمه وأمن من آمن به من عذابه هو من الأمان الذي هو ضد التخويف كما قال (وآمنهم من خوف) وقيل معناه الصدق لرسله بإظهار المعجزات والمصدق للمؤمنين بما وعدهم من الثواب وللكافرين بما أوعدهم من العقاب (المهيمن) الشهيد على عباده بأعمالهم وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ومقاتل يقال هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيا على الشيء وقيل هو في الأصل مؤيمن قلبت الهمزة هاء كقوله أرقت وهرقت ومعناه المؤمن وقال الحسن الأمين وقال الخليل هو الرقيب الحافظ وقال ابن زيد المصدق وقال سعيد بن المسيب والضحاك القاضي وقال
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»