تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٨١
الواقعة الآية 17 23 17 (يطوف عليهم) للخدمة (ولدان) غلمان (مخلدون) لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون وقال الفراء تقول العرب لمن كبر ولمن شمط إنه مخلد قال ابن كيسان يعني ولدانا لا يحولون من حالة إلى حالة قال سعيد بن جبير مقرطون يقال خلد جاريته إذا حلاها بالخلد وهو القرط قال الحسن هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها لأن الجنة لا ولادة فيها فهم خدم أهل الجنة 18 (بأكواب وأباريق) فالأكواب جمع كوب وهي الأقداح المستديرة الأفواه لا آذان لها ولا عرى والأباريق وهي ذوات الخراطيم سميت أباريق لبريق لونها من الصفا (وكأس من معين) خمر جارية 19 (لا يصدعون عنها) لا تصدع رؤسهم من شرها (ولا ينزفون) أي لا يسكرون هذا إذا قرىء بفتح الزاي ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم 20 (وفاكهة مما يتخيرون) يختارون ما يشتهون يقال تخيرت الشيء إذا أخذت خيره 21 (ولحم طير مما يشتهون) قال ابن عباس يخطر على قلبه لحم الطير فيصير ممثلا بين يديه على ما اشتهى ويقال إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير فيذهب 22 (وحور عين) قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي بكسر الراء والنون أي وبحور عين اتبعه قوله (بأكواب وأباريق وفاكهة ولحم طير) في الإعراب وإن اختلفا في المعنى لأن الحور لا يطاف بهن كقول الشاعر (إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا) والعين لا تزجج وإنما تكحل ومثله كثير وقيل معناه ويكرمون بفاكهة ولحم طير وحور عين وقرأ الباقون بالرفع أي ويطوف عليهم حور عين وقال الأخفش رفع على معنى لهم حور عين وجاء في تفسيره حور عين بيض ضخام العيون 23 (كأمثال اللؤلؤ المكنون) المخزون في الصدف لم تمسه الأيدي ويروى أنه يسطع نور في الجنة قالوا وما هذا قالوا ضوء ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها ويروى أن الحوراء إذا مشيت ليسمع تقديس الخلاخل من ساقيها وتمجيد الإسورة من ساعديها وإن عقد الياقوت ليضحك من نحرها وفي رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ يصران بالتسبيح
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»