الواقعة الآية 80 84 80 (تنزيل من رب العالمين) أي القرآن منزل من عند رب العالمين سمي المنزل تنزيلا على اتساع اللغة كما يقال للمقدور قدر وللمخلوق خلق 81 (أفبهذا الحديث) يعني القرآن (أنتم) يا أهل مكة (مدهنون) قال ابن عباس مكذبون وقال مقاتل بن حيان كافرون نظيره (ودوا لو تدهن فيدهنون) والمدهن والمداهن الكذاب والمنافق وهو من الادهان وهو الجري في الباطن على خلاف الظاهر هذا أصله ثم قيل للمكذب مدهن وإن صرح بالتكذيب والكفر 82 (وتجعلون رزقكم) حظكم ونصيبكم من القرآن (أنكم تكذبون) قال الحسن في هذه الآية خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب به وقال جماعة من المفسرين معناه وتجعلون شكركم أنكم تكذبون وقال الهيثم بن عدي إن من لغة أزدشنؤة ما رزق فلان بمعنى ما شكر وهذا في الاستسقاء بالأنواء وذلك أنهم كانوا يقولون إذا مطروا مطرنا بنوء كذا ولا يرون ذلك من فضل الله تعالى فقيل لهم أتجعلون رزقكم أي شكركم بما رزقتم يعني شكر رزقكم التكذيب فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن ملك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال \ هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب \ ورواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد فنزلت هذه الآية (فلا أقسم بمواقع النجوم) إلى قوله (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج حدثني محمد بن سلمة المرادي ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أنا أبو يونس حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال \ ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الله تعالى الغيث فيقولون مطرنا بكوكب كذا وكذا \ 83 قوله عز وجل (فلولا) فهلا (إذا بلغت الحلقوم) أي بلغت النفس الحلقوم عند الموت 84 (وأنتم حينئذ تنظرون) يريد وأنتم يا أهل الميت تنظرون إليه متى تخرج نفسه وقيل معنى قوله تنظرون أي إلى أمري وسلطاني لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا
(٢٩٠)