تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٩
النجم الآية 17 19 17 (ما زاغ البصر وما طغى) أي ما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا ولا شمالا وما طغى أي ما جاوز ما رأى وقيل ما جاوز ما أمر به وهذا وصف أدبه في ذلك المقام إذ لم يلتفت جانبا 18 (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) يعني الآيات العظام وقيل أراد ما رأى تلك الليلة في مسيره وعوده دليله قوله (لنريه من آياتنا) وقيل معناه لقد رأى من آيات ربه الآية الكبرى أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عبد الله بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة عن سليمان الشيباني سمع زر بن حبيش عن عبد الله قال لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح وأخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا حفص بن عمرو ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء 19 قوله (أفرأيتم اللات والعزى) هذه أسماء أصنام اتخذوها آلهة يعبدونها اشتقوا لها أسماء من أسماء الله تعالى فقالوا من الله اللات ومن العزيز العزى وقيل العزى تأنيث الأعز أما اللات قال قتادة كانت بالطائف فقال ابن زيد بيت نخلة كانت قريش تعبده وقرأ ابن عباس ومجاهد وأبو صالح اللات بتشديد التاء وقالوا كان رجلا يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه وقال مجاهد كان في رأس جبل له غنيمة يسلأ منها السمن ويأخذ منها الأقط ويجمع رسلها ثم يتخذ منها حيسا فيطعم منه الحاج وكان ببطن نخلة فلما مات عبدوه وهو اللات وقال الكلبي كان رجلا من ثقيف يقال له صرمة بن غنم وكان يسلأ السمن فيضعها على صخرة ثم تأتيه العرب فتلت به أسوقتهم فلما مات الرجل حولتها ثقيف إلى منازلها فعبدتها فعمدت الطائف على موضع اللات وأما العزى قال مجاهد هي شجرة بغطفان كانوا يعبدونها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها فجعل خالد بن الوليد يضربها بالفأس ويقول (يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك) فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية بويلها واضعة يدها على رأسها ويقال إن خالدا رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد قلعتها فقال ما رأيت قال ما رأيت شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قلعت فعاودوها ومعه المعول فقلعها واجتث أصلها فخرجت منها امرأة عريانة فقتلها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك فقال \ تلك العزى ولن تعبد أبدا \ وقال الضحاك هي صنم لغطفان وضعها لهم سعد بن ظالم الغطفاني وذلك أنه قدم مكة فرأى الصفا والمروة ورأى أهل مكة يطوفون بينهما فعاد إلى بطن نخلة وقال لقومه إن لأهل مكة الصفا والمروة وليستا لكم ولهم إله يعبدونه وليس لكم قالوا فما تأمرنا قال أنا أصنع لكم كذلك فأخذ حجرا من الصفا وحجرا من المروة ونقلهما إلى نخلة فوضع الذي
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»