تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٩٨
الفتح الآية 21 24 قومي ما لم يخف عليك فقلت إن كان ملكا اسحترت منه وإن كان نبيا فسيخبر عنها فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بشر بن البراء من أكلته التي أكل قال ودخلت أم بشر البراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوده في مرضه الذي توفي فيه فقال \ يا أم بشر ما زالت أكلة خيبر التي أكلت بخيبر مع ابنك تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري \ وكان المسلمون يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا مع ما أكرمه الله من النبوة 21 قوله عز وجل (وأخرى لم تقدروا عليها) أي وعدكم الله فتح بلدة أخرى لم تقدروا عليها (قد أحاط الله بها) حتى يفتحها لكم كأنه حفظها ومنعها من غيركم حتى تأخذوها قال ابن عباس علم الله أنه يفتحها لكم واختلفوا فيها فقال ابن عباس ومقاتل هي فارس والروم وما كانت العرب تقدر على قتال فارس والروم بل كانوا خولا لهم حتى قدروا عليها بالإسلام وقال الضحاك وابن زيد هي خيبر وعدها الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن يصيبها ولم يكونوا يرجونها وقال قتادة هي مكة وقال عكرمة حنين وقال مجاهد ما فتحوا حتى اليوم (وكان الله على كل شيء قديرا) 22 (ولو قاتلكم الذين كفروا) يعني أسد وغطفان وأهل خيبر (لولوا الأدبار) لانهزموا (ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا) 23 (سنة الله التي قد خلت من قبل) أي كسنة الله في نصر أوليائه وقهر أعدائه (ولن تجد لسنة الله تبديلا) 24 قوله عز وجل (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا) قرأ أبو عمرو بالياء وقرأ الآخرون بالتاء واختلفوا في هؤلاء أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عمر بن محمد الناقد ثنا يزيد بن هارون أنا حماد بن أبي سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنهم أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين يريدون غدر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذوا سبايا فاستحياهم وأنزل الله عز وجل هذه الآية (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) وقال عبد الله بن مغفل المزني كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن على ظهره غصن من أغصان تلك الشجرة فرفعته عن ظهره وعلي بن أبي طالب بين يديه يكتب كتاب الصلح
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»