تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٣
الصافات الآية 7 11 المشرق والمغرب) أراد به جهة المشرق وجهة المغرب وقوله (رب المشرقين ورب المغربين) أراد مشرق الشتاء ومشرق الصيف وأراد بالمغربين مغرب الشتاء ومغرب الصيف وقوله (برب المشارق والمغارب) أراد الله تعالى أنه خلق للشمس ثلاثمائة وستين كوة في المشرق وثلاثمائة وستين كوة في المغرب على عدد أيام السنة تطلع الشمس كل يوم من كوة منها وتغرب في كوة منها لا ترجع إلى الكوة التي تطلع الشمس منها من ذلك اليوم إلى العام المقبل فهي المشارق والمغارب وقيل كل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق وكل موضع غربت عليه الشمس فهو مغرب كأنه أراد رب جميع ما شرقت عليه الشمس وغربت 6 (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) قرأ عاصم برواية أبي بكر (بزينة) منونة (الكواكب) خفضا على البدل أي بزينة بالكواكب أي زيناها بالكواكب وقرأ الآخرون (بزينة الكواكب) بلا تنوين على الإضافة قال ابن عباس بضوء الكواكب 7 (وحفظا) أي وحفظناها حفظا (من كل شيطان مارد) متمرد يرمون بها 8 (لا يسمعون) قرأ حمزة والكسائي وحفص (يسمعون) بتشديد السين والميم أي لا يتسمعون فأدغمت التاء في السين وقرأ الآخرون بسكون السين خفيف الميم (إلى الملأ الأعلى) أي إلى الكتيبة من الملائكة والملأ الأعلى هم الملائكة لأنهم في السماء ومعناه أنهم لا يستطيعون الاستماع إلى الملأ الأعلى (ويقذفون) يرمون (من كل جانب) من كل آفاق السماء بالشهب 9 (دحورا) يبعدونهم عن مجالس الملائكة يقال دحره دحرا ودحورا إذ طرده وأبعده (ولهم عذاب واصب) دائم قال مقاتل دائم إلى النفخة الأولى لأنهم يحرقون ويتخبلون 10 (إلا من خطف الخطفة) اختلس الكلمة من كلام الملائكة مسارقة (فأتبعه) لحقه (شهاب ثاقب) كوكب مضيء قوي لا يخطئه يقتله أو يحرقه أو يخبله وإنما يعودون إلى استراق السمع مع علمهم بأنهم لا يصلون إليه طمعا في السلامة ونيل المراد كراكب السفينة قال عطاء سمي النجم الذي يرمى به الشياطين ثاقبا لأنه يثقبهم 11 (فاستفتهم) يعني سلهم يعني أهل مكة (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) يعني من السماوات والأرض والجبال وهذا استفهام بمعنى التقرير أي هذه الأشياء أشد خلقا كما قال (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) وقال (أأنتم أشد خلقا أم السماء) وقيل (أم من خلقنا) يعني من
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»