تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٩
يونس الآية 70 يقوله شعر فأنزل الله تكذيبا لهم (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) أي ما يتسهل له ذلك وما كان يتزن له بيت من الشعر حتى إذا تمثل ببيت شعر جرى على لسانه منكسرا أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا الحسين بن محمد الثقفي أنا أحمد بن جعفر بن همدان ثنا يوسف بن عبد الله بن ماهان أنا موسى بن إسماعيل أنا حماد بن سلمة عن علي بن همدان ثنا يوسف بن أبي زيد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت (كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا) فقال أبو بكر يا رسول الله إنما قال الشاعر (كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا) فقال أبو بكر وعمر أشهد أنك رسول الله يقول الله تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا علي بن الجعد أنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه قال قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر قالت كان يتمثل من شعر عبد الله بن رواحة قالت وربما قال (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) فأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويأتيك من تزود بالأخبار) وقالت وربما قال \ ويأتيك بالأخبار من لم تزود \ وقال مقمر عن قتادة بلغني أن عائشة سئلت هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر قالت كان الشعر أبغض الحديث إليه قالت ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس طرفة (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود) فجعل يقول \ ويأتيك من لم تزود بالأخبار \ فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس هكذا يا رسول الله فقال \ إني لست بشاعر ولا ينبغي لي \ (إن هو) يعني ما القرآن (إلا ذكر) موعظة (وقرآن مبين) فيه الفرائض والحدود والأحكام 70 (لينذر) قرأ أهل المدينة والشام ويعقوب (لتنذر) بالتاء وكذلك في الأحقاف وافق ابن كثير في الأحقاف أي لتنذر يا محمد وقرأ الآخرون بالياء أي لينظر القرآن (من كان حيا) يعني مؤمنا حتى القلب لأن الكافر كالميت في أنه لا يتدبر ولا يتفكر (ويحق القول) ويجب حجة العذاب قوله (على الكافرين)
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»