تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٧
الصافات الآية 38 49 38 39 (إنكم لذائفوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون) في الدنيا من الشرك 40 (إلا عباد الله المخلصين) الموحدين 41 (أولئك لهم رزق معلوم) يعني بكرة وعشيا كما قال (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) 42 (فواكه) جمع الفاكهة وهي الثمار كلها رطبها ويابسها وهي كل طعام يؤكل للتلذذ لا للقوت (وهم مكرمون) بثواب الله 43 44 (في جنات النعيم على سرر متقابلين) لا يرى بعضهم قفا بعض 45 (يطاف عليهم بكأس) إناء فيه شراب ولا يكون كأسا حتى يكون فيه شراب وإلا فهو إناء (من معين) خمر جارية في الأنهار ظاهرة تراها العيون 46 (بيضاء) قال الحسن خمر الجنة أشد بياضا من اللبن (لذة) أي لذيذة (للشاربين) 47 (لا فيها غول) قال الشعبي لا تغتال عقولهم فتذهب بها قال الكلبي إثم وقال قتادة وجع البطن وقال الحسن صداع وقال أهل المعاني الغول فساد يلحق في خفاء يقال اغتاله اغتيالا إذا أفسد عليه أمره في خفية وخمرة الدنيا يحصل منها أنواع من الفساد منها السكر وذهاب العقل ووجوع البطن والصداع والقيء والبول ولا يوجد شيء من ذلك في خمر الجنة (ولاهم عنها ينزفون) قرأ حمزة والكسائي (ينزفون) بكسر الزاي وافقهما عاصم في الواقعة وقرأ الآخرون بفتح الزاي فيهما فمن فتح الزاي فمعناه لا يغلبهم على عقولهم ولا يسكرون يقال نزف الرجل فهو منزوف ونزيف إذا سكر ومن كسر الزاي فمعناه لا ينزف شرابهم يقال أنزف الرجل فهو منزف إذا فنيت خمره 48 (وعندهم قاصرات الطرف) حابسات الأعين غاضات الجفون قصرن أعينهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم (عين) أي حسان الأعين يقال رجل أعين وامرأة عيناء ونساء عين 49 (كأنهن بيض) جمع البيضة (مكنون) مضمون مستور وإنما ذكر المكنون والبيض جمع لأنه رده إلى اللفظ قال الحسن شبههن ببيض النعامة تكنها بالريش من الريح والغبار حين خروجها فلونها أبيض في صفرة ويقال هذا أحسن ألوان النساء أن تكون المرأة (بيضاء) مشربة صفرة والعرب تشبهها ببيضة النعامة
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»