تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥
الصافات الآية 20 26 19 (فإنما هي) أي قصة البعث أو القيامة (زجرة) أي صيحة (واحدة) يعني نفخة البعث (فإذا هم ينظرون) أحياء 20 (وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين) أي يوم الحساب ويوم الجزاء 21 (هذا يوم الفصل) يوم القضاء وقيل يوم الفصل بين المحسن والمسيء (الذي كنتم به تكذبون) 22 23 (أحشروا الذين ظلموا) أي أشركوا اجمعوهم إلى الموقف للحساب والجزاء (وأزواجهم) أشياعهم وأتباعهم وأمثالهم قال قتادة والكلبي كل من عمل مثل عملهم فأهل الخمر مع أهل الخمر وأهل الزنا مع أهل الزنا وقال الضحاك ومقاتل وقرناءهم من الشياطين كل كافر مع شيطانه في سلسلة وقال الحسن وأزواجهم المشركات (وما كانوا يعبدون من دون الله) في الدنيا يعني الأوثان والطواغيث وقال مقاتل يعني إبليس وجنوده واحتج بقوله (أن لا تعبدوا الشيطان) (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) قال ابن عباس دلوهم إلى طريق النار وقال ابن كيسان قدموهم والعرب تسمي السابق هاديا 24 (وقفوهم) واحبسوهم يقال وقفته وقفا فوقف وقوفا قال المفسرون لما سيقوا إلى النار حبسوا عند الصراط لأن السؤال عند الصراط فقيل وقفوهم (إنهم مسؤولون) قال ابن عباس عن جميع أقوالهم وأفعالهم وروي عنه عن لا إله إلا الله وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم \ 25 (مالكم لا تناصرون) أي لا تتناصرون يقال لهم توبيخا مالكم لا ينصر بعضكم بعضا يقول لهم خزنة النار هذا جواب لأبي جهل حيث قال يوم بدر (نحن جميع منتصر) 26 فقال الله تعالى (بل هم اليوم مستسلمون) قال ابن عباس خاضعون وقال الحسن منقادون يقال استسلم للشيء إذا انقاد له وخضع له والمعنى هم اليوم أذلاء منقادون لا حيلة لهم
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»