تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠
يونس الآية 71 78 71 (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) تولينا خلقه بإبداعنا من غير إعانة أحد (أنعاما فهم لها مالكون) ضابطون قاهرون أي لم يخلق الأنعام وحشية نافرة من بني آدم لا يقدرون على ضبطها بل هي مسخرة لهم 72 وهي قوله (وذللناها لهم) سخرنا لهم (فمنها ركوبهم) أي ما يركبون وهي الإبل (ومنها يأكلون) من لحمانها 73 (ولهم فيها منافع) أي من أصوافها وأوبارها وأشعارها ونسلها (ومشارب) من ألبانها (أفلا يشكرون) رب هذه النعم 74 (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون) يعني لتمنعهم من عذاب الله ولا يكون ذلك قط 75 (لا يستطيعون نصرهم) قال ابن عباس لا تقدر الأصنام على نصرهم ومنعهم من العذاب (وهم لهم جند محضرون) أي الكفار جند للأصنام يغضبون لها ويحضرونها في الدنيا وهي لا تسوق إليهم خيرا ولا تستطيع لهم نصرا وقيل هذا في الآخرة يؤتى بكل معبود من دون الله تعالى ومعه أتباعه الذين عبدوه كأنهم جند محضرون في النار 76 77 (فلا يحزنك قولهم) يعني قول كفار مكة في تكذيبك (إنا نعلم ما يسرون) في ضمائرهم من التكذيب (وما يعلنون) من عبادة الأصنام أو ما يعلنون بألسنتهم من الأذى قوله تعالى (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم) جدل بالباطل (مبين) بين الخصومة يعني إنه مخلوق من نطفة ثم يخاصم فكيف لا يتفكر في بدء خلقه حتى يدع الخصومة نزلت في أبي بن خلف الجمحي خاصم النبي صلى الله عليه وسلم في إنكار البعث وأتاه بعظم قد بلي ففتته بيده فقال أترى يحيى الله هذا بعد ما رم فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ نعم ويبعثك ويدخلك النار \ فأنزل الله هذه الآيات 78 (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه) بدأ أمره ثم (قال من يحيى العظام وهي رميم) بالية ولم يقل رميمة لأنه معدول عن فاعله وكل ما كان معدولا عن وجهه ووزنه كان مصروفا عن أخواته كقوله (وما كانت أمك بغيا) أسقط الهاء لأنها كانت مصروفة عن باغية
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»