تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٩٣
أليما) قرأ أهل المدينة والشام (ندخله) و (نعذبه) بالنون فيهما وقرأ الآخرون بالياء لقوله (ومن يطع الله ورسوله) 18 (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) بالحديبية على أن يناجزوا قريشا ولا يفروا (تحت الشجرة) وكانت سمرة قال سعيد ابن المسيب حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها وروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بذلك المكان بعد أن ذهبت الشجرة فقال أين كانت فجعل بعضهم يقول هنا وبعضهم ههنا فلما كثر اختلافهم قال سيروا قد ذهبت الشجرة أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان قال عمر سمعت جابر بن عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية \ أنتم خير أهل الأرض \ وكنا ألقا وأربع مائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن حاتم ثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يسئل كم كانوا يوم الحديبية قال كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة فبايعناه غير جد بن قيس الأنصاري أختبأ تحت بطن بعيره وروى سالم عن جابر قال كنا خمس عشرة مائة وقال عبد الله بن أبي أوفى كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين وكان سبب هذه البيعة على ما ذكره محمد بن إسحاق عن أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي حين نزل الحديبية فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله فمنعته الأحابيش فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فقال يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي وليس من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكن أدلك على رجل هو أعزبها مني عثمان بن عفان فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت بحرب وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعد بن العاص حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها فنزل عن دابته وحمله بين يديه ثم أردفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان وعظماء قريش لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به قال ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتسبته قريش عندها فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لا نبرح حتى نناجز القوم \ ودعا الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة وكان الناس يقولون بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت قال بكير ابن الأشج بايعوه على الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل على ما استطعتم وقال جابر عبد الله ومعقل بن يسار لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر فكان
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»