تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣١
الصافات الآية 92 99 الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم زعموا التبرك عليه فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه فقالوا لإبراهيم ألا تخرج غدا معنا إلى عيدنا فنظر إلى النجوم فقال إني سقيم قال ابن عباس مطعون وكانوا يفرون من الطاعون فرارا عظيما قال الحسن مريض وقال مقاتل وجع وقال الضحاك سأسقم 90 (فتولوا عنه مدبرين) إلى عيدهم فدخل إبراهيم على الأصنام فكسرها 91 كما قال الله تعالى (فراغ إلى آلهتهم) مال إليها ميلة في خفية ولا يقال راغ حتى يكون صاحبه مخيفا لذهابه ومجيئه (فقال) استهزاء بها (ألا تأكلون) يعني الطعام الذي بين أيديكم 92 93 (مالكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين) أي كان يضربهم بيده اليمنى لأنه أقوى على العمال من الشمال وقيل باليمين أي بالقوة وقيل أراد به القسم أي بالقسم الذي سبق منه وهو قوله (وتالله لأكيدن أصنامكم) 94 (فأقبلوا إليه) يعني إلى إبراهيم (يزفون) يسرعون وذلك أنهم أخبروا بصنيع إبراهيم بآلهتهم فأسرعوا إليه ليأخذوه وقرأ الأعمش وحمزة (يزفون) بضم الياء وقرأ الآخرون بفتحها وهما لغتان وقيل بضم الياء أي يحملون دوابهم على الجد والإسراع 95 (قال) لهم إبراهيم على وجه الحجاج (أتعبدون ما تنحتون) يعني ما تنحتون بأيديكم 96 (والله خلقكم وما تعملون) بأيديكم من الأصنام وفيه دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى 97 (قالوا بنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم) معظم النار قال مقاتل بنوا له حائطا من الحجر طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وملؤه من الحطب وأوقدوا فيه النار فطرحوه فيها 98 (وقال) يعني إبراهيم (إني ذاهب إلى ربي) أي مهاجر إلى ربي والمعنى أهجر دار الكفر وأذهب إلى مرضات ربي قاله بعد الخروج من النار كما قال (إني مهاجر إلى ربي) (سيهدين) إلى حيث أمرني بالمصير إليه وهو الشام قال مقاتل فلما قدم الأرض المقدسة سأل ربه الولد
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»