فصلت الآية 25 29 24 (فإن يصبروا فالنار مثوى لهم) مسكن لهم (وإن يستعتبوا) يسترضوا ويطلبوا العتبى (فما هم من المعتبين) المرضين والمعتب الذي قبل عتابه وأجيب إلى ما سأل يقال أعتبني فلان أي أرضاني بعد إسخاطه إياي واستعتبه طلبت منه أن يعتب أي يرضى 25 (وقضينا لهم) أي بعثنا ووكلنا وقال مقاتل هيأنا وقال الزجاج سببنا لهم (قرناء) نظراء من الشياطين حتى أضلوهم (فزينوا لهم ما بين أيديهم) من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة (وما خلفهم) من أمر الآخرة فدعوهم إلى التكذيب به وإنكار البعث (وحق عليهم القول في أمم) مع أمم (قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين) 26 (وقال الذين كفروا) من مشركي قريش (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) قال ابن عباس يعني الغطوا فيه وكان بعضهم يوصي إلى بعض إذا رأيتم محمدا يقرأ فعارضوه بالرجز والشعر واللغو قال مجاهد والغوا فيه بالمكاء والصفير وقال الضحاك أكثروا الكلام فيختلط عليه ما يقول وقال السدي صيحوا في وجهه (لعلكم تغلبون) محمدا على قراءته 27 (فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي) يعني بأسوأ الذي أي بأقبح الذي (كانوا يعملون) في الدنيا وهو الشرك بالله 28 (ذلك) الذي ذكرت من العذاب الشديد (جزاء أعداء الله) ثم بين ذلك الجزاء فقال (النار) أي هو النار (لهم فيها) أي في النار (دار الخلد) دار الإقامة لا انتقال منها (جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون) 29 (وقال الذين كفروا) أي في النار يقولون (ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس) يعنون إبليس وقابيل بن آدم الذي قتل أخاه لأنهما سنا المعصية (نجعلهما تحت أقدامنا) في النار (ليكونا من الأسفلين) ليكونا في الدرك الأسفل من النار قال ابن عباس ليكونا أشد عذابا منا
(١١٣)