تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٠٩
فصلت الآية 12 14 11 (ثم استوى إلى السماء) أي عمد إلى خلق السماء (وهي دخان) وكان ذلك الدخان بخار الماء (فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها) أي ائتيا ما آمركما أي افعلاه كما يقال إئت ما هذا الأحسن أي افعله وقال طاوس عن ابن عباس ائتيا أعطيا يعني أخرجاه ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد قال ابن عباس قال الله عز وجل أما أنت يا سماء فاطلعي شمسك وقمرك ونجومك وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك وقال لهما افعلا ما آمركما طوعا وإلا ألجأتكما إلى ذلك حتى تفعلاه كرها فأجابتا بالطوع و (قالتا أتينا طائعين) ولم يقل طائعتين لأنه ذهب به إلى السماوات والأرض ومن فيهن مجازه أتينا بما فينا طائعين فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل 12 (فقضاهن سبع سماوات في يومين) أي أتمهن وفرغ من خلقهن (وأوحى في كل سماء أمرها) قال عطاء عن ابن عباس خلق في كل سماء خلقها من الملائكة وما فيها من البحار وجبال البرد وما لا يعلمه إلا الله وقال قتادة والسدي يعني خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وقال مقاتل وأوحى إلى كل سماء ما أراد من الأمر والنهي وذلك يوم الخميس والجمعة (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) وكواكب (وحفظا) لها ونصب حفظا على المصر أي حفظناها بالكواكب حفظا من الشياطين الذين يسترقون السمع (ذلك) الذي ذكر من صنعه (تقدير العزيز) في ملكه (العليم) بخلقه 13 قوله عز وجل (فإن أعرضوا) يعني هؤلاء المشركين عن الإيمان بعد هذا البيان (فقل أنذرتكم) خوفتكم (صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) أي هلاكا مثل هلاكهم والصاعقة المهلكة من كل شيء 14 (إذ جاءتهم) يعني عادا أو ثمودا (الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم) أراد بقوله (من بين أيديهم) الرسل الذين أرسلوا إلى آبائهم من قبلهم (ومن خلفهم) يعني من بعد الرسل الذين أرسلوا إلى آبائهم الذين أرسلوا إليهم هود وصالح فالكناية في قوله من بين أيديهم راجعة إلى عاد وثمود وفي قوله (ومن خلفهم) راجعة إلى الرسل (أن لا) بأن لا (تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل) بدل هؤلاء الرسل (ملائكة) أي لو شاء ربنا دعوة الخلق لأنزل ملائكة (فإنا بما أرسلتم به
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»