تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٠٦
غافر الآية 79 85 79 80 (الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها) بعضها (ومنها تأكلون ولكم فيها منافع) في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد ولتبلغوا عليها حاجاتكم (وعليها وعلى الفلك تحملون) أي على الإبل في البر وعلى السفن في البحر نظيره قوله تعالى (وحملناهم في البر والبحر) 81 (ويريكم آياته) دلائل قدرته (فأي آيات الله تنكرون) 82 (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض) يعني مصانعهم وقصورهم (فما أغنى عنهم) لم ينفعهم (ما كانوا يكسبون) وقيل هو بمعنى الاستفهام ومجازه أي شيء أغنى عنهم كسبهم 83 84 (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا) رضوا (بما عندهم من العلم) قال مجاهد هو قولهم نحن أعلم لن نبعث ولن نعذب سمي ذلك علما على ما يدعونه وهو في الحقيقة جهل (وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين) يعني تبرأنا مما كنا نعدل بالله 85 (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) عذابنا (سنت الله) قال نصبها بنزع الخافض أي كسنة الله وقيل على المصدر وقيل على الاغراء أي احذروا سنة الله (التي قد خلت في عباده) وتلك السنة أنهم إذا عاينوا عذاب الله آمنوا ولا ينفعهم إيمانهم عند معاينة العذاب (وخسر هنالك الكافرون) بذهاب نعيم الدارين قال الزجاج الكافر خاسر في كل وقت ولكنهم يتبين لهم خسرانهم إذا رأوا العذاب
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»