سورة النحل من الآية 68 وحتى الآية 71 68 (وأوحى ربك إلى النحل) أي ألهمها وقذف في أنفسها ففهمته والنحل زنابير العسل واحدتها نحلة (أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) يبنون وقد جرت العادة أن أهلها يبنون لها الأماكن فهي تأوي إليها قال ابن زيد هي الكروم 69 (ثم كلي من كل الثمرات) ليس معنى الكل العموم وهو كقوله تعالى (وأوتيت من كل شيء) (فاسلكي سبل ربك ذللا) قيل هي نعت الطرق يقول هي مذللة للنحل سهلة المسالك قال مجاهد لا يتوعر عليها مكان سلكته وقال آخرون الذلل نعت النحل يقول أي مطيعة منقادة بالتسخير يقال إن أربابها ينقلونها من مكان إلى مكان ولها يعسوب إذا وقف وقفت وإذا سار سارت (يخرج من بطونها شراب) يعني العسل (مختلف ألوانه) أبيض وأحمر وأصفر (فيه شفاء للناس) أي في العمل وقال مجاهد أي في القرآن والأول أولى أنا إسماعيل بن عبد القاهر ثنا عبد الغافر بن محمد ثنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم ابن الحجاج ثنا محمد بن المثنى أنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا فسقاه ثم جاء فقال إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال اسقه عسلا قال قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا فسقاه فبرأ قال عبد الله بن مسعود العسل شفاء من داء والقرآن شفاء لما في الصدور وروى عنه أنه قال عليكم بالشفاءين القرآن والعسل (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) فيعتبرون 70 (والله خلقكم ثم يتوفاكم) صبيانا أو شبانا أو كهولا (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) أردئه قال مقاتل يعني الهرم قال قتادة أرذل العمر تسعون سنة روى عن علي قال أرذل العمر خمس وسبعون وقيل ثمانون (لكي لا يعلم بعد علم شيئا) لكيلا يعقل بعد عقله الأول شيئا (إن الله عليم قدير) أنا عبد الواحد المليحي ثنا أحمد النعيمي ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا موسى بن إسماعيل ثنا
(٧٦)