تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
سورة الكهف من الآية 34 وحتى الآية 39 34 (وكان له) لصاحب البستان (ثمر) قرأ عاصم وأبو جعفر ويعقوب (ثمر) بفتح التاء والميم وكذلك بثمرة وقرأ أبو عمرو بضم التاء ساكنة الميم وقرأ الآخرون بضمهما فمن قرأ بالفتح هو جمع ثمرة وهو ما تخرجه الشجرة من الثمار المأكولة ومن قرأ بالضم فهي الأموال الكثيرة المثمرة من كل صنف جمع ثمار وقال مجاهد ذهب وفضة وقيل جميع الثمرات قال الأزهري الثمرة تجمع على ثمر ويجمع الثمر على ثمار ثم تجمع الثمار على ثمر (فقال) يعني صاحب البستان (لصاحبه) المؤمن (وهو يحاوره) يخاطبه ويجاوبه (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) أي عشيرة ورهطا وقال قتادة خدما وحشما وقال مقاتل ولدا تصديقه قوله تعالى (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا) 35 (ودخل جنته) يعني الكافر أخذ بيد أخيه المسلم يطوف به فيها ويريه أثمارها (وهو ظالم لنفسه) بكفره (قال ما أظن أن تبيد) تهلك (هذه أبدا) قال أهل المعاني راقه حسنها وغرته زهرتها فتوهم أنها لا تفنى أبدا وأنكر البعث 36 فقال (وما أظن الساعة قائمة) كائنة (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) قرأ أهل الحجاز والشام هكذا على التثنية يعني من الجنتين وكذلك هو في مصاحفهم وقرأ الآخرون منها أي من الجنة التي دخلها (منقلبا) أي مرجعا إن قيل كيف قال (ولئن رددت إلى ربي) وهو منكر البعث قيل معناه ولئن رددت إلى ربي على ما تزعم أنت تعطيني هنالك خيرا منها فإنه لم يعطني هذه الجنة في الدنيا إلا ليعطيني في الآخرة أفضل منها 37 (قال له صاحبه) المسلم (وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب) أي خلق أصلك من تراب (ثم) خلقك (من نطفة ثم سواك رجلا) أي عدلك بشرا سويا ذكرا 38 (لكنا هو الله ربي) قرأ ابن عامر ويعقوب لكنا بالألف في الوصل وقرأ الباقون بلا ألف واتفقوا على إثبات الألف في الوقف وأصله لكن أنا فحذفت الهمزة طلبا للتخفيف لكثرة استعمالها ثم أدغمت إحدى النوننين في الأخرى قال الكسائي فيه تقديم وتأخير مجازه لكن الله هو ربي (ولا أشرك بربي أحدا)
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»