تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٧
قولا ولا عملا إلا بنية وقال قوم الهاء في قوله يرفعه راجعة العمل الصالح أي الكلم الطيب يرفع العمل الصالح فلا يقبل عمل إلا أن يكون صادرا عن التوحيد وهذا معنى قول الكلبي ومقاتل وقيل الرفع من صفة الله عز وجل معناه العمل الصالح يرفعه الله عز وجل وقال سفيان بن عيينة العمل الصالح الخالص يعني أن الاخلاص سبب قبول الخيرات من الأقوال والافعال دليله قوله عز وجل (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فجعل نقيض الصالح الشكر والرياء (والذين يمكرون السيئات) قال الكلبي أي الذين يعملون السيئات وقال مقاتل يعني الشرك وقال أبو العالية يعني الذين مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الندوة كما قال الله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) وقال مجاهد وشهر بن حوشب هم أصحاب الرياء (لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) يبطل ويهلك في الآخرة سورة فاطر (11 13) 11 قوله عز وجل (والله خلقكم من تراب) أي آدم (ثم من نطفة) يعني نسله (ثم جعلكم أزواجا) ذكرانا وإناثا (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعمله وما يعمر من معمر) لا يطول عمره (ولا ينقص من عمره) يعني من عمر آخر كما يقال لفلان عندي درهم ونصفه أي نصف درهم آخر (إلا في كتاب) وقيل قوله ولا ينقص من عمره منصرف إلى الأول قال سعيد بن جبير مكتوب في أم الكتاب عمر فلان كذا وكذا سنة ثم يكتب أسفل من ذلك ذهب يوم ذهب يومان ذهب ثلاثة أيام حين ينقطع عمره وقال كعب الأحبار حين حضر عمر رضي الله عنه الوفاة والله لو دعا عمر ربه أن يؤخر اجله لاخر فقيل له إن الله عز وجل يقول (فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) فقال هذا إذا احضر الاجل فأما قبل ذلك فيجوز أن يزاد وينقص وقرأ هذه الآية (إن ذلك على الله يسير) أي كتابة الاجل والأعمال على الله هين
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»