تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٧٣
سورة فاطر (36 39) 36 قوله تعالى (والذين كفروا تعالى (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضي عليهم فيموتوا) أي لا يهلكون فيستريحوا كقوله عز وجل (فوكزه موسى فقضى عليه () أي قتله وقيل لا يقضي عليهم الموت فيموتوا كقوله (ونادوا يا ملك ليقض علينا رابك) أي ليقض علينا الموت فنستريح (ولا يخفف عنهم من عذابها) من عذاب النار (كذلك نجزي كل كفور) كافر قرأ أبو عمرو (يجزي) بالياء وضمها وفتح الزاي (كل رفع على غير تسمية الفاعل وقرأ الآخرون بالنون وفتحها وكسر الزاي (كل) نصب (وهم يصطرخون) يستغيثون ويصيحون (فيها) وهو افتعال من الصراخ وهو الصياح يقولون (ربنا أخرجنا) منها من النار (نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) في الدنيا من الشرك والسيئات فيقول الله لهم توبيخا (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) قيل هو البلوغ وقال عطاء وقتادة والكلبي ثمان عشرة سنة وقال الحسن أربعون سنة وقال ابن عباس ستون سنة يروي ذلك عن علي وهو العمر الذي اعذر الله تعالى إلى ابن آدم أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد السلام بن مطهر حدثنا عمر بن علي عن معز بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعذر الله تعالى إلى امرئ آخر اجله حتى بلغه ستين سنة أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا إبراهيم بن سهويه حدثنا الحسن بن عرفة أنا المحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك قوله (وجاءكم النذير) يعني محمدا ص هذا قول أكثر المفسرين وقيل القران وقال عكرمة وسفيان بن عيينة ووكيع هو الشيب معناه أو لم نعمركم حتى شبتم ويقال الشيب نذير الموت وفي الأثر ما من شعره تبيض إلا قالت لأختها استعدي فقد قرب الموت قوله (فذوقوا فما للظالمين من نصير) (أن الله عالم غيب السماوات والأرض انه عليم بذات الصدور)
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 » »»