سورة الأحزاب (41 44) تعالى لما حكم أن لا نبي بعده لم يعطه ولدا ذكرا يصير رجلا (وكان الله بكل شيء عليما) أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني أنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد الخداشاهي أنا عبد الله بن محمد بن مسلم أبكر الجوريدي أنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني يونس عن يزيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة قال كان أبو هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه ترك منه موضع لبنة فطاف به النظار يتعجبون من حسن بنيانه الاموضع تلك اللبنة لا يعيبون سواها فكنت أنا سددت موضع اللبنة ختم بي البنيان وختم بي الرسل أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا عدي بن أحمد الخزاعي أنا الهيثم بن كلب الشامي أنا أبو عيسى الترمذي أنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد قالوا أنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن لي أسماء أنا محمد وأنا احمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي 41 قوله تعالى (يا آيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) قال ابن عباس لم يفرض الله تعالى فريضة على عباده إلا جعل لها حدا معلوما وعذر أهلها في حال العذر غير الذكر فإنه لم يجعل له حدا ينتهى إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فلذلك أمرهم به في كل الأحوال فقال (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) وقال (اذكروا الله كثيرا) أي بالليل والنهار في البر والبحر وفي الصحة والسقم وفي السر والعلانية وقال مجاهد الذكر الكثير أن لا تنساه أبدا 42 (وسبحوه) أي صلوا له (بكرة) يعني صلاة الصبح (وأصيلا) يعني صلاة العصر وقال الكلب وأصيلا صلاة الظهر والعصر والعشاءين وقال مجاهد يعني قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فعبر بالتسبيح عن أخواته وقيل المراد من قوله ذكرا كثيرا هذه الكلمات يقولها الطاهر والجنب والمحدث 43 (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) فالصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار للمؤمنين قال السدي قالت بنو إسرائيل لموسى أيصلي ربنا فكبر هذا الكلام على موسى فأوحى الله إليه أن قل لهم أني أصلي وان صلاتي رحمتي وقد وسعت رحمتي كل شيء وقيل الصلاة من الله على العبد هي إشاعة الذكر الجميل له في عباده وقيل الثناء عليه قال انس لما نزلت (إن الله وملائكته يصلون على النبي) قال أبو بكر ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فانزل الله هذه الآية قوله (ليخرجكم من الظلمات إلى النور) أي من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان يعني انه برحمته وهدايته ودعاء الملائكة لكم أخرجكم من ظلمة الكفر إلى النور (وكان بالمؤمنين رحيما)
(٥٣٤)