سورة السجدة (17 26) 17 (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم) قرأ حمزة ويعقوب (أخفي لهم) ساكنة الياء أنا أخفي لهم ومن حجته قراءة ابن مسعود (نخفي) بالنون وقرأ الآخرون بفتحها (من قرة أعين) مما تقر به أعينهم (جزاء بما كانوا يعملون) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا إسحاق بن نصر أنا أبو أسامة عن الأعمش أنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بلع ما اطلعتم عليه ثم قرأ (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) قال ابن عباس هذا مما لا تفسير له وعن بعضهم قال أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم 18 قوله عز وجل (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه وذلك أنه كان بينهما تنازع وكلام في شيء فقال الوليد بن عقبة لعلي اسكت فإنك صبي وأنا والله أنشط منك لسانا وأحمد منك سنانا وأشجع منك جنابا وأملا منك حشوا في الكتيبة فقال له علي اسكت فإنك فاسق فأنزل الله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) ولم يقل لا يستويان لأنه لم يرد مؤمنا واحدا وفاسقا واحدا بل أراد جميع المؤمنين وجميع الفاسقين 19 (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى) التي يأوي إليها المؤمنون (نزلا بما كانوا يعملون) 20 (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) 21 (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) أي سوى العذاب الأكبر (لعلهم يرجعون) قال أبي بن كعب والضحاك والحسن وإبراهيم العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وهو رواية الوالبي عن ابن عباس وقال عكرمة عنه الحدود وقال مقاتل الجوع سبع سنين بمكة حنى أكلوا الجيف والعظام والكلاب وقال ابن مسعود هو القتل بالسيف يوم بدر وهو قول قتادة والسدي (دون
(٥٠٢)