10 (وقالوا) يعني منكري البعث (أئذا ضللنا) هلكنا (في الأرض) وصرنا ترابا وأصله من قولهم ضل الماء في اللبن إذا ذهب (أئنا لفي خلق جديد) استفهام انكار قال الله عز وجل (بل هم بلقاء ربهم كافرون) اي بالبعث بعد الموت 11 (قل يتوفاكم) يقبض أرواحكم (ملك الموت الذي وكل بكم) أي وكل بقبض أرواحكم وهو عزرائيل والتوفي استيفاء العدد المضروب للخلق في الأزل معناه أنه يقبض أرواحهم حتى ل ايبقى أحد من العدد الذي كتب عليه الموت وروي أن ملك الموت جعلت له الدنيا مثل راحة اليد يأخذ منها صاحبها ما أحب من غير مشقة فهو يقبض أنفس الخلق في مشارق الأرض ومغاربها وله أوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فملائكة الرحمة للمؤمنين وملائكة العذاب للكافرين وقال ابن عباس إن خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب وقال مجاهد جعلت له الأرض مثل طست يتناول منها حيث يشاء وفي بعض الأخبار أن ملك الموت على معراج بين السماء والأرض فينزع أعوانه روح الإنسان فإذا بلغ ثغره نحره قبضه ملك الموت وروى خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال إن لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب وهو يتصفح وجوه الناس فما من أهل بيت إلا ملك الموت يتصفحهم في كل يوم مرتين فإذا رأى إنسانا قد انقضى أجله ضرب رأسه بتلك الحربة وقال الآن تنزل بك سكرات الموت قوله (ثم إلى ربكم ترجعون) أي تصيرون إليه أحياء فيجزيكم بأعمالكم سورة السجدة (12 13) 12 (ولو ترى إذ المجرمون) المشركون (ناكسوا رؤوسهم) مطأطؤ رؤوسهم (عند ربهم) حياء منه وندما (ربنا) أي يقولون ربنا (أبصرنا) ما كنا به مكذبين (وسمعنا) منك تصديق ما آتتنا به رسلك وقيل أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا (فارجعنا) فأرددنا إلى الدنيا (نعمل صالحا إنا موقنون) وجواب لو مضمر مجازه لرأيت العجب 13 (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) رشدها وتوفيقها للإيمان (ولكن حق) وجب (القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) وهو قوله لإبليس (لأملأن جهنم منك ومن تبعك منهم أجمعين) ثم قال لأهل أنار وقال مقاتل إذا جخلوا النار لهم الخزنة 14 (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا) أي تركتم الإيمان به في الدنيا إنا نسيناكم) تركناكم (فذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعلمون) من الكفر والتكذيب قوله عز وجل
(٤٩٩)