تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٠
سورة السجدة (15 16) (إنما يؤمن بآيتنا الذين ذكروا بها) وعظوا بها (خروا سجدا) سقطوا على وجوهم ساجدين (وسبحوا بحمد ربهم) قيل صلوا بأمر ربهم وقيل قالوا سبحان الله وبحمده (وهم لا يستكبرون) عن الإيمان والسجود له 16 (تتجافى) ترتفع وتنبوا (جنوبهم عن المضاجع) جمع مضجع وهو الموضع الذي يضطجع عليه يعني الفرش وهم المتهجدون بالليل اللذين يقومون للصلاة واختلفوا في المراد بهذه الآية قال أنس نزلت فينا معشر الأنصار كنا نصلي المغرب فلا نرجع غلى رحالنا حتى نصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم وعن أنس أيضا قال نزلت في أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء وهو قول أبي حازم ومحمد بن المنكدر وقالا هي صلاة الأوابين وروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأوابين وقال عطاء هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة وعن أبي الدرداء وأبي ذو عبادة بن الصامت رضي الله عنهم هم الذين يصلون العشاء الآخرة والفجر في جماعة وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة ومن صلى الفجر في جماعة كان كقيام ليلة أخبرنا أبو الحسن السرخسي انا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن ابن صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لا ستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا واشهر الأقاويل أن المراد منه صلاة الليل وهو قول الحسن ومجاهد ومالك والأوزاعي وجماعة أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسن بن علي محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي انا عبد الرازق أنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرنا فأصبحت يوما قريبا منه وهو يسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سئلت عن أمر عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) حتى بلغ (جزاء بما كانوا يعلمون) ثم قال ألا أدلك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»