تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٧
(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) (فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم) يعني فهم إخوانكم (في الدين ومواليكم) إن كانوا محررين وليسوا بنيكم أي سموهم بأسماء إخوانكم في الدين وقيل مواليكم أي أولياءكم في الدين (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به) قبل النهي فنسبتموه إلى غير أبيه (ولكن ما تعمدت قلوبكم) ومن دعائهم إلى غير آبائهم بعد النهي وقال قتادة فيما أخطأتم به أن تدعوه لغير أبيه وهو يظن أنه كذلك ومحل (ما) في قوله تعالى (ما تعمدت) خفض ردا على (ما) التي في قوله (فيما أخطأتم به) مجازه ولكن فيما تعمدت قلوبكم (وكان الله غفورا رحيما) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن بشار أنا غندر أنا شعبة عن عاصم قال سمعت أبا عثمان قال سمعت سعدا وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وأبا بكرة وكان قد تسور حصن الطائف في أناس فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه فالجنة عليه حرام 6 قوله عز وجل (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) يعني من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه فيهم ووجوب طاعته عليهم وقال ابن عباس وعطاء يعني إذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي صلى الله عليه وسلم أولى بهم من أنفسهم قال ابن زيد النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فيما قضى فيهم كما أنت أولى بعبدك فيما قضيت عليه وقيل هو أولى بهم في الحمل على الجهاد وبذل النفس دونه وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الجهاد فيقول قوم نذهب فنستأذن من آبائنا وأمهاتنا فنزلت الآية أخبرنا عبد الواحد عبد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد الله بن محمد أنا أبو عامر أنا فليح عن هلال بن علي بن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن إلا أنا أولى بع في الدنيا والآخرة اقرأوا إن شئتم (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه قوله عز وجل (وأزواجه أمهاتهم) وفي حرف أبي (وأزواجه وأمهاتهم) وهو لهم وهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأييد لا في النظر إليهن والخلوة بهن فإنه حرام في حقهن كما في حق الأجانب قال الله تعالى (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) ولا يقال لبناتهن هن أخوات المؤمنين ولا لأخوانهم وأخواتهن هم أخوال المؤمنين وخالاتهم قال الشافعي تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر وهي أخت أم المؤمنين ولم يقل هي خالة المؤمنين واختلفوا في أنهن هل كن أمهات النساء المؤمنات قيل كن أمهات المؤمنين والمؤمنات جميعا وقيل كن أمهات المؤمنين دون النساء وروى الشعبي عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة رضي الله عنها قالت يا أمه فقالت لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم فبان بهذا معنى هذه الأمومة تحريم نكاحهن قوله عز وجل (وأولوا الأرحام أولى ببعض في كتاب الله) يعني في الميراث قال قتادة كان المسلمون يتوارثون بالهجرة قال الكلبي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس فكان يؤاخي
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»