تستكثر) أي لا تعط وتطلب أكثر مما أعطيت وقال النخعي هو الرجل يعطي صديقه أو قريبه ليكثر ماله ولا يريد به وجه الله وقال الشعبي هو الرجل يلتزق بالرجل فيخدمه ويسافر معه فيجعل له ربح ماله التماس عونه لوجه الله فلا يربوا عند الله لأنه لم يرد به وجه الله تعالى (وما آتيتم من زكاة) أعطيتم من صدقة (تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) فيضاعف لهم الثواب فيعطون بالحسنة عشر أمثالها فالمضعف ذو الأضعاف من الحسنات تقول العرب القوم مهزولون ومسمونون إذا هزلت أو سمنت إبلهم 40 (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون) 41 قوله عز وجل (ظهر الفساد في البر والبحر) يعني قحط المطر وقلة النبات وأراد بالبر البوادي والمفاوز وبالبحر المدائن والقرى التي هي على المياه الجارية قال عكرمة (العرب تسمي المصر بحرا يقال أجدب البر وانقطعت مادة البحر (بما كسبت أيدي الناس) أي بشؤم ذنوبهم وقال عطية وغيره البر ظهر الأرض الأمصار وغيرها والبحر هو البحر المعروف وقلة المطر كما تؤثر البر تؤثر في البحر فتخلوا أجواف الأصداف إذا جاء المطر يرتفع إلى وجه البحر ويفتح فاه فما يقع في فيه من المطر صار لؤلؤا وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد الفساد في البر قتل أحد بني آدم أخاه وفي البحر غصب الملك الجائر السفينة قال الضحاك كانت الأرض خضرة مونقة لا يأتي ابن آدم شجرة إلا وجد عليها ثمرة وكان ماء البحر عذبا وكان يقصد الأسد البقر والغنم فلما قتل قابيل وهابيل اقشعرت الأرض وشاكت الأشجار وصار ماء البحر زعاقا وقصد الحيوان بعضها بعضا قال قتادة هذا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم امتلأت الأرض ظلما وضلالة فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس بما كسبت أيدي الناس من المعاصي يعني كفار مكة (ليذيقهم بعض الذي عملوا) أي عقوبة بعض الذي عملوا من الذنوب (لعلهم يرجعون) عن الكفر وأعمالهم الخبيثة 42 (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل) لتروا منازلهم ومساكنهم خاوية (كان أكثرهم مشركين) فأهلكوا بكفرهم
(٤٨٥)