سورة القصص من الآية 83 وحتى الآية 85 ذلك التمني والعرب تعبر عن الصيرورة بأضحى وأمسى وأصبح تقول أصبح فلان عالما وأضحى معدما وأمسى حزينا (يقولون ويكأن الله) اختلفوا في معنى هذه اللفظة قال مجاهد ألم تعلم وقال قتادة ألم تر قال الفراء هي كلمة تقرير كقول الرجل أما ترى إلى صنع الله وإحسانه وذكر أنه أخبره من سمع أعرابية تقول لزوجها أين ابنك فقال ويكأنه وراء البيت يعني أما ترينه وراء البيت وعن الحسن أنه كلمه ابتداء أن الله يبسط الرزق وقيل هو تنبيه بمنزلة إلا وقال قطرب ويك بمعنى ويلك حذفت اللام منه كما قال عنترة (ولقد شفى وأبرأ سقمها قول الفوارس ويك عنتر أقدم) أي ويلك وإن منصوب بإضمار واعلم أن الله وقال الخليل وي مفصولة من كأن ومعناها التعجب كما يقول وي لم فعلت ذلك وذلك أن القوم تندموا فقالوا وي متندمين على ما سلف منهم وكأن معناه أظن ذلك وأقدره كما تقول كان الفرح قد أتاك أي أظن ذلك وأقدره (يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) أي يوسع ويضيق (لولا أن من الله علينا لخسف بنا) قرأ حفص ويعقوب بفتح الخاء والسين وقرأ العامة بضم الخاء وكسر السين (ويكأنه لا يفلح الكافرون) 83 قوله تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض) قال الكلبي ومقاتل استكبارا عن الإيمان وقال عطاء علوا واستطالة على الناس وتهاونا بهم وقال الحسن لم تطلبوا الشرف والعز عند ذي سلطانها وعن علي رضي الله عنه أنها نزلت في أهل التواضع من الولادة وأهل القدرة (ولا فسادا) قال الكلبي هو الدعاء إلى عبادة غير الله وقال عكرمة أخذ أموال الناس بغير حق قال ابن جريج ومقاتل العمل بالمعاصي (والعاقبة للمتقين) أي العاقبة المحمودة لمن اتقى عقاب الله بأداء أمره واجتناب معاصيه قال قتادة الجنة للمتقين 84 (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون) 85 قوله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن) أي أنزل عليك القرآن على قول أكثر المفسرين وقال عطاء أوجب عليك العمل بالقرآن (لرادك إلى معاد) إلى مكة وهو رواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو قول مجاهد قال القتيبي معاد الرجل بلده لأنه ينصرف ثم يعود إلى بلده وذلك
(٤٥٨)