سورة القصص من الآية 58 وحتى الآية 61 العرب في أرضنا مكة وهو معنى قوله (نتخطف من أرضنا) والاختطاف الانتزاع بسرعة قال الله تعالى (أو لم نمكن لهم حرما آمنا) وذلك أن العرب في الجاهلية كانت تغير بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضا وأهل مكة آمنون حيث كانوا لحرمة الحرم ومن المعروف أنه كان يأمن فيه الظباء من الذئاب والحمام من الحدأة (يجبى) قرأ أهل المدينة ويعقوب (تجبى) بالتاء لأجل الثمرات والآخرون بالياء للحائل بين الاسم المؤنث والفعل أي يجلب ويجمع (إليه) يقال جبيت الماء في الحوض أي جمعته قال مقاتل يحمل إلى الحرم (ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) أن ما يقوله حق 58 قوله عز وجل (وكم أهلكنا من قرية) أي من أهل قرية (بطرت معيشتها) أي في معيشتها أي أشرت وطغت قال عطاء عاشوا في البطر فأكلوا رزق الله وعبدوا الصنام (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا) قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يسكنها إلا المسافرون وما رأوا الطريق يوما أو ساعة معناه لم تسكن من بعدهم إلا سكونا قليلا وقيل معناه لم يعمر منها إلا أقلها وأكثرها خراب (وكنا نحن الوارثين) كقوله (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) 59 (وما كان ربك مهلك القرى) أي القرى الكافر أهلها (حتى يبعث في أمها رسولا) يعني في أكثرها وأعظمها رسولا ينذرهم وخص الأعظم ببعثة الرسول فيها لأن الرسول يبعث إلى الأشراف والأشراف يسكنون المدائن والمواضع التي هي أم ما حولها (يتلوا عليهم آياتنا) قال مقاتل يخبرهم الرسول أن العذاب نازل بهم إن لم يؤمنوا (وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون) مشركون يريد أهلكهم بظلمهم 60 (وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها) تتمتعون بها أيام حياتكم ثم هي إلى فناء وانقضاء (وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) أن الباقي خير من الفاني قرأ عامة القراء القراء (تعقلون) بالتاء وأبو عمرو بالخيار بين التاء والياء 61 (أفمن وعدناه وعدا حسنا) أي الجنة (فهو لاقيه) مصيبه ومدركه وصائر إليه (كمن متعناه متاع الحياة الدنيا) ويزول عن قريب (ثم هو يوم القيامة من المحضرين) النار قال قتادة يعني المؤمن والكافر قال مجاهد نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل وقال محمد بن كعب نزلت في حمزة
(٤٥١)