سورة إبراهيم الآية 44 ذريتي) يعني اجعل من ذريتي من يقيمون الصلاة (ربنا وتقبل دعاء) أي عملي وعبادتي سمى العبادة دعاء وجاء في الحديث \ الدعاء مخ العبادة وقيل معناه استجب دعائي 41 (ربنا اغفر لي ولوالدي) فإن قيل كيف استغفر لوالديه وهما غير مؤمنين قيل قد قيل إن أمه أسلمت وقيل أراد إن أسلما وتابا وقيل قال ذلك قبل أن يتبين له أمر أبيه وقد بين الله عذر خليله في استغفاره لأبيه في سورة التوبة (وللمؤمنين) أي اغفر للمؤمنين كلهم (يوم يقوم الحساب) أي يبدو ويظهر وقيل أراد يوم الحساب يوم يقوم الناس للحساب فاكتفى بذكر الحساب لكونه مفهوما 42 قوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) الغفلة معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور والآية لتسلية المظلوم وتهديد للظالم (إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) أي لا تغمض من هول ما ترى في ذلك اليوم وقيل ترتفع وتزول عن أماكنها (مهطعين) قال قتادة مسرعين قال سعيد بن جبير الاهطاع النسلان كعدو الذئب وقال مجاهد مديمي النظر ومعنى الاهطاع أنهم لا يلتفتون يمينا ولا شمالا ولا يعرفون مواطن أقدامهم (مقنعي رؤوسهم) أي رافعي رؤوسهم قال القتيبي المقنع الذي يرفع رأسه ويقبل بصره على ما بين يديه وقال الحسن وجوه الناس يومئذ إلى السماء لا ينظر أحد إلى أحد (لا يرتد إليهم طرفهم) لا ترجع إليهم أبصارهم من شدة النظر وهي شاخصة قد شغلهم ما بين أيديهم (وأفئدتهم هواء) أي خالية قال قتادة خرجت قلوبهم عن صدورهم فصارت في حناجرهم لا تخرج من أفواههم ولا تعود إلى مكانها فأفئدتهم هواء لا شيء فيها ومنه سمي ما بين السماء والأرض هواء الخلوة وقيل خالية لا تعي شيئا ولا تعقل من الخوف وقال الآخفش جوفا لا عقول لها والعرب تسمي كل أجوف خلو هواء قال سعيد بن جبير وأفئدتهم هواء أي متمردة تمور في أجوافهم ليس لها مكان تستقر فيه وحقيقة المعنى أن القلوب زائلة عن أماكنها والأبصار شاخصة من هول ذلك اليوم (وأنذر الناس) خوفهم (يوم) أي بيوم (يأتيهم العذاب) هو يوم القيامة (فيقول
(٣٩)