أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح المؤمن وقال \ فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينتهرانه ويقولان له الثانية من ربك وما دينك ومن نبيك وهي آخر فتنة تعرض على المؤمنين فيثبته الله عز وجل فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي قال فذلك قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنبأنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سيار القرشي ثنا إبراهيم ابن موسى الفراء أبو إسحاق ثنا هشام بن يوسف ثنا عبد الله بن يحيى عن هانىء مولى عثمان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال \ استغفروا لأخيكم واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل \ وقال عمرو بن العاص في سياق الموت وهو يبكي فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمه حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي قوله تعالى (ويضل الله الظالمين) أي لا يهدي المشركين إلى الجواب بالصواب في القبر (ويفعل الله ما يشاء) من التوفيق والخذلان والتثبيت وترك التثبيت 28 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الآية أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن إسماعيل ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى (الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال هم والله كفار قريش وقال عمر هم قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم نعمة الله (وأحلوا قومهم دار البوار) قال البوار يوم بدر قوله (بدلوا نعمة الله) أي غيروا نعمة الله عليهم في محمد صلى الله عليه وسلم حيث ابتعثه الله منهم كفرا كفروا به فأحلوا أي أنزلوا قومهم ممن تابعهم على كفرهم دار البوار الهلاك ثم بين دار البوار فقال 29 (جهنم يصلونها) يدخلونها (وبئس القرار) المستقر وعن علي كرم الله وجهه الذين بدلوا نعمة الله كفرا هم كفار قريش نحروا يوم بدر وقال عمر بن الخطاب هم الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية أما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين 30 (وجعلوا لله أندادا) أمثالا وليس لله تعالى ند (ليضلوا) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وكذلك في الحج وسورة لقمان والزمر (ليضل) وقرأ الآخرون بضم الياء على معنى ليضلوا الناس (عن سبيله قل تمتعوا) عيشوا في الدنيا (فإن مصيركم إلى النار) 31 (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة) قال الفراء هذا جزم على الجزاء (وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال) مخاللة وصداقة
(٣٥)