سورة إبراهيم من الآية 38 وحتى الآية 43 الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذه عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء ولعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فألقى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وكان آنسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته ذكرنا تلك القصة في سورة البقرة قوله تعالى (ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس) الأفئدة جمع الفؤاد (تهوي إليهم) تشتاق وتحن إليهم قال السدي معناه أمل قلوبهم إلى هذا الموضع قال مجاهد لو قال أفئدة الناس لزاحمتكم فارس والروم والترك والهند وقال سعيد بن جبير لحجت اليهود والنصارى والمجوس ولكنه قال أفئدة من الناس وهم المسلمون (وارزقهم من الثمرات) ما رزقت سكان القرى ذوات الماء (لعلهم يشكرون) 38 (ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن) من أمورنا وقال ابن عباس ومقاتل من الوجد بإسماعيل وأمه حيث أسكنتهما بواد غير ذي زرع (وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) قيل هذا كله قول إبراهيم متصل بما قبله وقال الأكثرون يقول الله عز وجل (وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) 39 (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر) أعطاني على كبر السن (إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء) قال ابن عباس ولد لإسماعيل إبراهيم وهو ابن تسع وتسعين سنة وولد إسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة وقال سعيد بن جبير بشر إبراهيم بإسحاق وهو ابن مائة وسبع عشرة سنة 40 (رب اجعلني مقيم الصلاة) يعني ممن يقيم الصلاة بأركانها ويحافظ عليها (ومن
(٣٨)