تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣١٦
سورة المؤمنون من الآية 89 وحتى الآية 95 أراده بسوء (إن كنتم تعلمون) قيل معناه أجيبوا إن كنتم تعلمون 89 (سيقولون لله قل فأنى تسحرون) أي تخدعون وتصرفون عن توحيده وطاعته والمعنى كيف يخيل لكم الحق باطلا 90 (بل أتيناهم بالحق) بالصدق (وإنهم لكاذبون) فيما يدعون من الشريك والولد 91 (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله) أي من شريك (إذا لذهب كل إله بما خلق) أي تفرد بما خلقه فلم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره ومنع الإله الآخر من الاستيلاء على ما خلق (ولعلا بعضهم على بعض) أي طلب بعضهم مغالبة بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم ثم نزه نفسه فقال (سبحان الله عما يصفون) 92 (عالم الغيب والشهادة) قرأ أهل المدينة والكوفة غير حفص (عالم) برفع الميم على الابتداء وقرأ الآخرون بجرها على نعت الله في سبحان الله (فتعالى عما يشركون) أي تعظم عما يشركون ومعناه أنه أعظم من أن يوصف بهذا الوصف 93 قوله (قل رب إما تريني) أي إن أريتني (ما يوعدون) أي ما أوعدتهم من العذاب 94 (رب) أي يا رب (فلا تجعلني في القوم الظالمين) أي لا تهلكني بهلاكهم 95 (وإنا على أن نريك ما نعدهم) من العذاب لهم (لقادرون) 96 (ادفع بالتي هي أحسن) أي ادفع بالخلة التي هي أحسن هي الصفح والإعراض والصبر (السيئة) يعني أذاهم أمرهم بالصبر على أذى المشركين والكف عن المقاتلة نسختها آية السيف (نحن أعلم بما يصفون) يكذبون ويقولون من الشرك 97 (وقل رب أعوذ بك) أي أمتنع وأعتصم بك (من همزات الشياطين) قال ابن عباس نزعاتهم وقال الحسن وساوسهم وقال مجاهد نفخهم ونفثهم وقال أهل المعاني دفعهم بالإغواء إلى المعاصي وأصل الهز شدة الدفع 98 (وأعوذ بك رب أن يحضرون) في شيء من أموري وإنما ذكر الحضور لأن الشيطان إذا حضره
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»