سورة الحج من الآية 41 وحتى الآية 44 يخرجوا من ديارهم إلا لقولهم ربنا الله وحده (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) بالجهاد وإقامة الحدود (لهدمت) قرأ أهل المدينة بتخفيف الدال وقرأ الآخرون بالتشديد على التكثير فالتخفيف يكون للتقليل والتكثير والتشديد يختص بالتكثير (صوامع) قال مجاهد والضحاك يعني صوامع الرهبان وقال قتادة صوامع الصابئين (وبيع) يعني بيع النصارى جمع بيعة وهي كنيسة النصارى (وصلوات) يعني كنائس اليهود ويسمونها بالعبرانية صلوتا (ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) يعني مساجد المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومعنى الآية ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم لهدم في زمن موسى الكنائس وفي زمن عيسى البيع والصوامع وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد وقال ابن زيد أراد بالصلوات صلوات أهل الإسلام فإنها لا تنقطع إذا دخل العدو عليهم (ولينصرن الله من ينصره) يعني ينصر دينه ونبيه (إن الله لقوي عزيز) 41 (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) قال الزجاج هذا من صفة ناصرية ومعنى مكناهم نصرناهم على عدوهم حتى يتمكنوا في البلاد قال هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال الحسن هذه الأمة (ولله عاقبة الأمور) يعني آخر أمور الخلق ومصيرهم إليه يعني يبطل كل ملك سوى ملكه فتصير الأمور إليه بلا منازع ولا مدع 42 قوله تعالى (وإن يكذبوك) يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم (فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود) 43 (وقوم إبراهيم وقوم لوط) 44 (وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين) يعني أمهلتهم وأخرت عقوبتهم (ثم أخذتهم) عاقبتهم (فكيف كان نكير) يعني إنكاري أي كيف أنكرت عليهم ما فعلوا من التكذيب بالعذاب والهلاك يخوف به من يخالف النبي صلى الله عليه وسلم ويكذبه 45 (فكأين) فكم (من قرية أهلكناها) بالتاء هكذا قرأ أهل البصرة ويعقوب وقرأ الآخرون
(٢٩٠)