سورة الحج من الآية 20 وحتى الآية 24 إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث ويا حمزة بن عبد المطلب ويا علي بن أبي طالب فلما دنوا قالوا من أنتم فذكروا فقالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة وبارز حمزة شيبة وبارز علي الوليد بن عتبة فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة وعلي الوليد بن عتبة واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه فكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة إلى أصحابه وقد قطعت رجله ومخها يسيل فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألست شهيدا يا رسول الله قال بلى فقال عبيدة لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أحق بما قال منه حيث يقول (ونسمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل) وقال ابن عباس وقتادة نزلت الآية في المسلمين وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب نحن أولى بالله منكم وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبيكم وبما انزل الله من كتاب وأنتم تعرفون نبينا وكتابنا وكفرتم به حسدا فهذه خصومتهم في ربهم وقال مجاهد وعطاء بن أبي رباح والكلبي هم المؤمنون والكافرون كلهم من أي ملة كانوا وقال بعضهم جعل الأديان ستة في قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا) الآية فجعل خمسة للنار وواحدا للجنة 19 فقوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم) ينصرف إليهم فالمؤمنون خصم وسائر الخمسة خصم وقال عكرمة هما الجنة والنار اختصمنا كما أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر الزيادي أنا أبو بكر القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغزاتهم قال الله عز وجل للجنة إنما أنت رحمي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدهة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلى حتى يضع الله فيها رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا \ ثم بين الله عز وجل ما للخصمين فقال (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار) قال سعيد بن جبير ثياب من نحاس مذاب وليس من الآنية شيء إذا حمى أشد حرا منه وسمي باسم الثياب لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب
(٢٨٠)