سورة الحج من الآية 6 وحتى الآية 10 تقديم وتأخير معناه ربت واهتزت (وأنبتت من كل زوج بهيج) أي صنف حسن يبهج به من رآه أي يسر فهذا دليل آخر على البعث 6 (ذلك بأن الله هو الحق) أي لتعلموا أن الله هو الحق (وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير) 7 (وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور) 8 (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) يعني النضر بن الحارث (ولا هدى) بيان (ولا كتاب منير) 9 (ثاني عطفه) متبخترا لتكبره وقال مجاهد وقتادة لاوي عنقه قال عطية وابن زيد معرضا عما يدعى إليه تكبرا وقال ابن جريج يعرض عن الحق تكبرا والعطف الجانب وعطفا الرجل جانباه عن يمين وشمال وهو الموضع الذي يعطفه الإنسان أي يلويه ويميله عند الإعراض عن الشيء نظيره قوله تعالى (وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا) وقال تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم) (ليضل عن سبيل الله) عن دين الله (له في الدنيا خزي) عذاب وهوان هو القتل ببدر فقتل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق 10 ويقال له (ذلك بما قدمت يداك واأن الله ليس بظلام للعبيد) فيعذبهم بغير ذنب وهو جل ذكره على أي وجه شاء تصرف في عبده فحكمه عدل وهو غير ظالم 11 قوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف) الآية نزلت في قوم من الأعراب كانوا يقدمون المدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم المدينة فصح بها جسمه ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته ذكرا وكثر ماله قال هذا دين حسن وقد أصبت فيه خيرا واطمأن إليه وإن أصابه مرض وولدت امرأته جارية وأجهضت فرسه وقل ماله قال ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين إلا شرا فينقلب عن دينه وذلك الفتنة فأنزل الله عز وجل (ومن الناس من يعبد الله على حرف) أكثر المفسرين قالوا على شك وأصله من حرف الشيء وهو طرفه نحو حرف الجبل والحائط الذي كالقائم عليه غير مستقر فقيل للشاك في
(٢٧٦)