سورة الحج من الآية 17 وحتى الآية 18 (إن الله يفصل بينهم) يحكم بينهم (يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد) 18 (ألم) ألم تعلم وقيل ألم (تر) بقلبك (أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) قال مجاهد سجودها تحول ظلالها وقال أبو العالية ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا يقع ساجدا حين يغيب ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى مطلعه وقيل سجودها بمعنى الطاعة فإنه ما من جماد إلا وهو مطيع لله خاشع لله مسبح له كما أخبرنا الله تعالى عن السماوات والأرض (قالتا أتينا طائعين) وقال في وصف الحجارة (وإن منها لما يهبط من خشية الله) وقال تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) وهذا مذهب حسن موافق لأهل السنة قوله (وكثير من الناس) أي من هذه الأشياء كلها تسبح الله عز وجل وكثير من الناس يعني المسلمين (وكثير حق عليه العذاب) وهم الكفار لكفرهم وتركهم السجود وهم مع كفرهم تسجد ظلالهم لله عز وجل والواو في قوله (وكثير حق عليه العذاب) واو الاستئناف (ومن يهن الله) أي يهنه الله (فما له من مكرم) أي من يذله الله فلا يكرمه أحد (إن الله يفعل ما يشاء) أي يكرم ويهين فالسعادة والشقاوة بإرادته ومشيئته قوله تعالى (هذان خصمان اختصوا في ربهم) أي جادلوا في دينه وأمره والخصم اسم شبيه بالمصدر فلذلك قال (اختصموا) بلفظ الجمع كقوله (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) واختلفوا في هذين الخصمين أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا يعقوب بن إبراهيم أنا هشيم أنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة قال سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة أخبرنا عبد الواحد أنا أحمد أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا حجاج بن منهال ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال أنا أبو مجلز عن قيس بن عبادة عن علي بن أبي طالب قال أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة قال قيس وفيهم نزلت (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة قال محمد بن إسحاق خرج يعني يوم بدر عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء وعبد الله بن رواحة فقالوا من أنتم قالوا رهط من الأنصار فقالوا حين انتسبوا أكفاء كرام ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج
(٢٧٩)