الأظفار وقيل التفث هاهنا رمي الجمار قال الزجاج لا نعرف التفث ومعناه إلا من القرآن قوله تعالى (وليوفوا نذورهم) قال مجاهد أراد نذر الحج والهدي وما ينذر الإنسان من شيء يكون في الحج أي ليتموها بقضائها وقيل المراد منه الوفاء بما نذر على ظاهره وقيل أراد به الخروج عما وجب عليه نذرا ولم ينذر والعرب تقول لكل من خرج عن الواجب عليه وفى بنذره وقرأ عاصم برواية أبي بكر (وليوفوا) بنصب الواو وتشديد الفاء (وليطوفوا بالبيت العتيق) أراد به الطواف الواجب عليه وهو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق والطواف ثلاثة طواف القدوم وهو أن من قدم مكة يطوف بالبيت سبعا يرمل ثلاثا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه ويمشي إربعا وهذا الطواف سنة لا شيء على من تركه أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أحمد هو أبو عيسى أنا ابن وهب أنا عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي سأل عروة بن الزبير فقال قد حج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت ثم لم يكن عمرة ثم حج أبو بكر فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم يكن عمرة ثم عمر مثل ذلك ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا أنس بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم يسعى ثلاثة أطواف ويمشي أربعا ثم يصلي سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة سبعا والطواف الثاني هو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق وهو واجب لا يحصل التحلل من الإحرام ما لم يأت به أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمر بن حفص ثنا أبي أنا الأعمش أنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت حاضت صفية ليلة النفر فقالت ما أراني إلا حابستكم قال النبي صلى الله عليه وسلم \ عقري حلقي أطافت يوم النحر قيل نعم قال فانفري \ فثبت بها إن لم يطف يوم النحر طواف الإفاضة لا يجوز له أن ينفر والطواف الثالث هو طواف الوداع لا رخصة فيه لمن أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر أن يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعا فمن تركه فعليه دم إلا المرأة الحائض يجوز لها ترك طواف الوداع أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن سليمان الأحول عن طاوس قال أمر الناس أن يكون آخر عهدهم الطواف بالبيت إلا أنه رخص للمرأة الحائض والرمل مختص بطواف القدوم ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع قوله (بالبيت العتيق) واختلفوا في معنى العتيق فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة سمي عتيقا لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه فلم يظهر عليه جبار قط وقال سفيان بن عيينة سمي عتيقا لأنه لم يملك قط وقال الحسن وابن زيد سمي به لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس يقال دينار عتيق أي قديم وقيل سمي عتيق لأن الله أعتقه من الغرق فإنه رفع أيام الطوفان 30 (ذلك) أي الأمر ذلك يعني ما ذكر من أعمال الحج (ومن يعظم حرمات الله) أي معاصي الله وما
(٢٨٥)