تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٢
سورة الأنبياء من الآية 108 وحتى الآية 112 وهي آخر السورة فهو رحمة له في الدنيا بتأخير العذاب عنهم ورفع المسخ والخسف والاستئصال عنهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم \ إنما أنا رحمة مهداة \ 108 (قل إنما يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون) أي أسلموا 109 (فإن تولوا فقل آذنتكم) أي أعلمتكم بالحرب وأن لاصلح بيننا (على سواء) يعني إنذارا بينا نستوي في علمه لاستبدأنا به دونكم لتتأهبوا لما يراد بكم يعني آذنتكم على وجه نستوي نحن وأنتم في العلم به وقيل لتستووا في الإيمان به (وإن أدري) يعني وما أعلم (أقريب أم بعيد ما توعدون) يعني القيامة 110 (إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون) 111 (وإن أدري لعله) يعني لعل تأخير العذاب عنكم كناية عن غير مذكور (فتنة) اختبار (لكم) ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم (ومتاع إلى حين) يعني تتمتعون إلى انقضاء آجالكم 112 (قال رب احكم بالحق) قرأ حفص عن عاصم (قال رب احكم) وقرأ الآخرون (قل رب احكم) يعني افصل بيني وبين من كذبني بالحق فإن قيل كيف قال احكم بالحق قيل الحق هاهنا بمعنى العذاب لأنه استعجل العذاب لقومه فعذبوا يوم بدر نظيره قوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) قال أهل المعاني معناه رب احكم بحكمك الحق فحذف الحكم وأقيم الحق مقامه والله تعالى يحكم بالحق طلب منه أو لم يطلب ومعنى الطلب ظهور الرغبة من الطالب في حكمه من الحق (وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) من الكذب والباطل
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»