سورة الأنبياء من الآية 101 وحتى الآية 107 101 (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) قال بعض أهل العلم إن هاهنا بمعنى إلا معناه إلا الذين سبقت لهم منا الحسنى يعني السعادة والعدة الجميلة بالجنة (أولئك عنها مبعدون) قيل الآية عامة في كل من سبقت لهم من الله السعادة وقال أكثر المفسرين عني بذلك كل من عبد من دون الله وهو لله طائع ولعبادة من يعبده كاره وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فعرض له النضر بن الحارث فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) أنت لها الآيات الثلاثة ثم قام فأقبل عبد الله بن الزبعري السهمي فأخبره الوليد بن المغيرة بما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله أما والله لو وجدته لخصمته فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابن الزبعري أأنت قلت (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) قال نعم قال أليست اليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد المسيح وبنو مليح تعبد الملائكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل هم يعبدون الشياطين فأنزل الله عز وجل (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) يعني عزيرا والمسيح والملائكة (أولئك عنها مبعدون) وانزل في ابن الزبعرى (ما ضربوه إلا جدلا بل هم قوم خصمون) وزعم جماعة أن المراد من الآية الأصنام لأن الله تعالى قال (وما تعبدون من دون الله) ولو أراد الملائكة والناس لقال ومن تعبدون من دون الله 102 (لا يسمعون حسيسها) يعني صوتها وحركة تلهبها إذا نزلوا منازلهم في الجنة والحس والحسيس الصوت الخفي (وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون) مقيمون كما قال (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين) 103 (لا يحزنهم الفزع الأكبر) قال ابن عباس الفزع الأكبر النفخة الأخيرة بدليل قوله عز وجل (ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض) قال الحسن حين يؤمر بالعبد إلى النار قال ابن جريج حين يذبح الموت وينادى يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت وقال سعيد بن جبير والضحاك هو أن تطبق عليهم جهنم وذلك بعد أن يخرج الله منهم من يريد أن يخرجه (وتتلقاهم الملائكة) أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنئونهم ويقولون (هذا يومكم الذي كنتم توعدون)
(٢٧٠)