سورة الإسراء من الآية 47 وحتى الآية 50 (وفي آذانهم وقرا) ثقلا لئلا يسمعوه (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده) يعني إذا قلت لا إله إلا الله في القرآن وأنت تتلوه (ولوا على أدبارهم نفورا) جمع نافر مثل قاعد وقعود وجالس وجلوس أي نافرين 47 (نحن أعلم بما يستمعون به) قيل به صلة أي يطلبون سمعه (إذ يستمعون إليك) وأنت تقرأ القرآن وإذ هم نجوى () يتناجون في أمرك وقيل ذو نجوى فبعضهم يقول هو مجنون وبعضهم يقول كاهن وبعضهم يقول ساحر وبعضهم يقول شاعر (إذ يقول الظالمون) يعني الوليد بن المغيرة وأصحابه (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) مطبوبا وقال مجاهد مخدوعا وقيل مصروفا عن الحق يقال ما سحرك عن كذا أي ما صرفك عنه وقال أبو عبيدة أي رجلا له سحرا والسحر الرئة أي إنه بشر مثلكم تغذى معللا بالطعام والشراب يأكل ويشرب قال الشاعر (أرنا موضعين أمر غيب ويسحر بالطعام وبالشراب) أي يغذى ويعلل 48 (انظر) يا محمد (كيف ضربوا لك الأمثال) الأشباه قالوا شاعر وساحر وكاهن ومجنون (فضلوا) فحاروا وحادوا (فلا يستطيعون سبيلا) أي وصولا إلى طريق الحق 49 (وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا) بعد الموت قال مجاهد ترابا وقيل حطاما والرفات كل ما يكسر ويبلى من كل شيء كالفتات والحطام (أئنا لمبعوثون خلقا جديدا) 50 (قل) لهم يا محمد (كونوا حجارة أو حديدا) في الشدة والقوة وليس هذا بأمر إلزام بل هو أمر تعجيز أي استشعروا في قلوبكم أنكم حجارة أو حديد في القوة 51 (أو خلقا مما يكبر في صدوركم) قيل السماء والأرض والجبال وقال مجاهد وعكرمة وأكثر المفسرين أنه الموت فإنه ليس في نفس ابن آدم شيء أكبر من الموت أي ولو كنتم الموت بعينه
(١١٨)