سورة الإسراء من الآية 2 وحتى الآية 4 بنحو من اثنتي عشر سنة قبل الهجرة بسنة وفيه أيضا أن الجبال دنا فتدلى وذكرت عائشة أن الذي دنا فتدلى جبريل عليه السلام قال شيخنا الإمام رضي الله عنه وهذا الاعتراض عندي لا يصح لأن هذا كان رؤيا في النوم أراه الله عز وجل قبل الوحي بدليل آخر الحديث قال فاستيقظ وهو في المسجد الحرام ثم عرج به في اليقظة بعد الوحي قبل الهجرة بسنة تحقيقا لرؤياه من قبل كما أنه رأى فتح مكة في المنام عام الحديبية سنة ست من الهجرة ثم كان تحقيقه سنة ثمان ونزل قوله عز وجل (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) وروي أنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به وكان بذي طوى قال يا جبريل إن قومي لايصدقوني قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لما كانت ليلة أسري بي أصبحت بمكة فضقت بأمري وعرفت أن الناس يكذبوني \ فروي أنه عليه الصلاة والسلام قعد معتزلا حزينا فمر به أبو جهل فجلس إليه فقال له كالمستهزىء هل استفدت من شيء قال نعم إني أسري بي الليلة قال إلى أين قال إلى بيت المقدس قال ثم أصبحت بين ظهرانينا قال نعم فلم ير أبو جهل أنه ينكر ذلك مخافة أن يجحده الحديث قال أتحدث قومك بما حدثتني به قال نعم قال أبو جهل يا معشر بني كعب بن لؤي هلموا قال فانقضت إليه المجالس فجاؤوا حتى جلسوا إليهما قال فحدث قومك بما حدثتني قال نعم إنه أسري بي الليلة قالوا إلى أين قال إلى بيت المقدس قالوا ثم أصبحت بين ظهرانينا قال نعم قال فمن بين مصفق ومن هو واضع يده على رأسه متعجبا للكذب وارتد ناس ممن كان آمن به وصدقه وسعى رجل من المشركين إلى أبي بكر فقال هل لك في صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس قال أوقد قال ذلك قال نعم قال لئن كان قال ذلك لقد صدق قالوا وتصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس في ليلة وجاء قبل أن يصبح قال نعم إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق قال وفي القوم من قد أتى المسجد الأقصى قال أهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد الأقصى قال نعم قال فذهبت أنعت وأنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت فال فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل فنعت المسجد وأنا أنظر إليه فقال القوم أما النعت فوالله أصاب ثم قالوا يا محمد أخبرنا عن عيرنا فهي أهم إلينا فهل لقيت منها شيئا قال نعم مررت على عير بني فلان وهي بالروحاء وقد أضلوا بعيرا لهم وهم في طلبه وفي رحالهم قدح من ماء فعطشت فأخذته فشربته ثم وضعته كما كان فسلوا هل وجدوا الماء في القدح حين رجعوا إليه قالوا هذه آية قال ومررت بعير بني فلان
(٩٦)