تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
سورة الأعراف (151 153) أو بشر إذا أولاه في أهله بعد شخوصه عنهم خيرا أو شرا (أعجلهم) أسبقتم (أمر ربكم) قال الحسن وعد ربكم الذي وعدكم من الأربعين ليلة وقال الكلبي أعجلتم بعبادة العجل قبل أن يأتيكم أمر ربكم (وألقى الألواح) التي فيها التوراة وكان حاملا لها وألقاها على الأرض من شدة الغضب قالت الرواة كانت التوراة سبعة أسباع فلما ألقى الألواح تسكرت فرفعت ستة أسباعها وبقي سبع فرفع ما كان من أخبار الغيب أو بقي ما فيه الموعظة والأحكام والحلال والحرام (وأخذ برأس أخيه (بذوائبه ولحيته (يجره إليه) وكان هارون أكبر من موسى بثلاث سنين وأحب إلى بني إسرائيل من موسى لأنه كان لين الغضب (قال) هارون عند ذلك (ابن أم) قرأ أهل الكوفة والشام ها هنا وفي طه بكسر الميم يريد يا ابن أمي فحذف ياء الإضافة وأبقيت الكسرة لتدل على الإضافة كقوله (يا عباد) وقرأ أهل الحجاز والبصرة وحفص بفتح الميم على معنى يا ابن أماه وقيل جعله اسما واحدا وبناه على الفتح كقولهم حضرموت وخمسة عشر ونحوهما وإنما قال ابن أم وكان هارون أخاه لأبيه وأمه ليرققه ويستعطفه وقيل كان أخاه لأمه دون أبيه (إن القوم استضعفوني) يعني عبدة العجل (وكادوا يقتلونني) هموا وقاربوا أن يقتلوني (فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني) في مؤاخذتك علي (مع القوم الظالمين) يعني عبدة العجل (قال) موسى لما تبين له عذر أخيه (رب اغفر لي) ما صنعت إلى أخي (ولأخي) إن كان منه تقصير في الإنكار على عبدة العجل (وأدخلنا) جميعا (في رحمتك وأنت أرحم الراحمين) قوله تعالى (إن الذين اتخذوا العجل) أي اتخذوه إلها (سينالهم غضب من ربهم) في الآخرة (وذلة في الحياة الدنيا) قال أبو العالية هو ما أمروا به من قتل أنفسهم وقال عطية العوفي (إن الذين اتخذوا العجل) أراد اليهود الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم عيرهم بصنيع آبائهم فنسبه إليهم (سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا) أراد ما أصاب بني قريظة والنضير من القتل والجلاء وقال ابن عباس رضي الله عنهما هو الجزية (وكذلك نجزي المفترين) الكاذبين قال أبو قلابة هو والله جزاء كل مفتر إلى يوم القيامة أن يذله الله قال سفيان بن عيينة هذا في كل مبتدع إلى يوم القيامة قوله عز وجل (والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم)
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»