سورة الأعراف (29 30) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (قل أمر ربي بالقسط) قال ابن عباس بلا إله إلا الله وقال الضحاك بالتوحيد وقال مجاهد والسدي بالعدل (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) قال مجاهد والسدي يعني توجهوا حيث ما كنتم في الصلاة إلى الكعبة وقال الضحاك إذا حضرت الصلاة وأنتم عند مسجد فصلوا فيه ولا يقولن أحدكم أصلي في مسجدي وقيل معناه اجعلوا سجودكم لله خالصا (وادعوه) واعبدوه (مخلصين له الدين) الطاعة والعبادة (كما بدأكم تعودون) قال ابن عباس إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمنا وكافرا كما قال (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم مؤمنا وكافرا قال جابر يبعثون على ما ماتوا عليه أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البزي حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث ل عبد على ما مات عليه المؤمن على إيمانه والكافر على كفره قال أبو العالية عادوا على عمله فيهم قال سعيد بن جبير كما كتب عليكم تكونون قال محمد بن كعب من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة صار إليها وإن عمل أهل السعادة كما أن إبليس كان يعمل بأعمال أهل السعادة ثم صار إلى الشقاوة ومن ابتداء خلقه على السعادة صار إليها وإن عمل بعمل أهل الشقاة وكما أن السحرة كانت تعمل بعمل أهل الشقاوة ومن ابتداء خلقه على السعادة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد حدثنا أبو غسان عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد يعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم وقال الحسن ومجاهد كما بدأكم وخلقكم في الدنيا ولم تكونوا شيئا كذلك تعودون أحياء يوم القيامة كما بدأنا أول خلق نعيده قال قتادة بدأهم من التراب إلى التراب يعودون فنظيره قوله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم) قوله عز وجل (فريقا هدى) أي هداهم الله (وفريقا حق) وجب (عليهم الضلالة) أي الإرادة السابقة (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) فيه دليل على أن الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء
(١٥٦)