تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٧
سورة يوسف من الآية 90 وحتى الآية 92 حاله كيت وكيت فابتعته بكذا درهما فقالوا أيها الملك نحن بعنا ذلك الغلام فغاظ يوسف ذلك وأمر بقتالهم فذهبوا بهم ليقتلوهم فولى يهوذا وهو يقول كان يعقوب يحزن ويبكي لفقد واحد منا حتى كف بصره فكيف إذ أتاه قتل بنيه كلهم ثم قالوا له إن فعلت ذلك فابعث بأمتعتنا إلى أبينا فإنه بمكان كذا وكذا فذلك حين رحمهم وبكى وقال ذلك القول وقيل قاله حين قرأ كتاب أبيه الذي كتب إليه فلم يتمالك البكاء فقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ فرقتم بينهما وصنعتم ما صنعتم إذ أنتم جاهلون بما يؤول إليه أمر يوسف وقيل مذنبون وعاصون وقال الحسن إذ أنتم شبان ومعكم جهل الشباب فإن قيل كيف قال ما فعلتم بيوسف وأخيه وما كان منهم إلى أخيه شيء وهم لم يسعوا في حبسه قيل قد قالوا له فيا لصاع ما رأينا منكم يا بني راحيل خيرا وقيل لما كانا من أم واحدة كانوا يؤذونه من بعد فقد يوسف 90 (قالوا أئنك لأنت يوسف) قرأ ابن كثير وأبو جعفر (إنك) على الخبر وقرأ الآخرون على الاستفهام قال ابن إسحاق كان يوسف يتكلم من وراء ستر فلما قال يوسف هل علمتم ما فعلتم كشف عنهم الغطاء ورفع الحجاب فعرفوه وقال الضحاك عن أبي عباس لما قال هذا القول تبسم فرأوا ثناياه كاللؤلؤ المنظوم فشبهوه بيوسف فقالوا استفهاما أئنك لأنت يوسف وقال عطاء عن ابن عباس إن إخوة يوسف لم يعرفوه حتى وضع التاج على رأسه وكان له في قرنه علامة وكان ليعقوب مثلها ولإسحاق مثلها ولسارة مثلها شبه الشامة فعرفوه فقالوا أئنك لأنت يوسف وقيل قالوه على التوهم حتى (قال أنا يوسف وهذا أخي) بنيامين (قد من الله علينا) أنعم الله علينا بأن جمع بيننا (إنه من يتق) بأداء الفرائض واجتناب المعاصي (ويصبر) عما حرم الله عز وجل عليه قال ابن عباس يتقي الزنا ويصبر عن العزوبية وقال مجاهد يتقي المعصية ويصبر على السجن (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) 91 (قالوا) معتذرين (تالله لقد آثرك الله علينا) أي اختارك الله وفضلك علينا (وإن كنا لخاطئين) أي وما صنيعنا بك لا مخطئين مذنبين يقال خطىء خطأ إذا تعمد وأخطأ إذا كان غير متعمد 92 (قال) يوسف وكان حليما (لا تثريب عليكم اليوم) لا تعيير عليكم اليوم ولا أذكر لكم ذنبكم بعد
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»